سعود سيف الجعيد جاء العيد ورحل وأنا أتساءل ماذا حدث؟ لماذا تغيَّر العيد؟ كنا في السابق ننتظر قدوم العيد على أحرِّ من الجمر.. كان قدوم العيد في السابق هو احتفال كبير للقلوب الحزينة والمعذبة. كان العيد بلسماً لكل الجروح وفرحة للصغير والكبير، والبهجة والحب عناوين رئيسة تلمسها في وجوه الجميع، حتى أنني أتذكر ونحن أطفال كنا لا نستطيع أن ننام في ليلة العيد من شوقنا ولهفتنا ليوم العيد. كنا نردد مع محمد عبده أغنية العيد التي أصبحت رمزاً خالداً للعيد ويرددها الكبير والصغير وتُشعِرك بفرحة العيد. كانت القلوب صافية، كان الحب متوفراً بشكل كبير، كانت الحياة أجمل، كانت السعادة أكبر من كل شيء. لماذا الآن تبدلت؟ لماذا اختفت كل هذه المشاعر الصادقة حتى أن العيد يأتي ويرحل والناس لا يعرفونه إلا بالاسم فقط، واختفت السعادة وحل العبوس والتباغض بين أناس وانقطعت كل الصلات بين الأقارب، ومع الأسف أصبح العيد لدى بعضنا وقتاً لتصفية الحسابات بينهم. قتلنا بأيدينا فرحة العيد برغم كل الوسائل المتاحة التي تزيدنا سعادة أفضل من الماضي الذي كان ينقصنا فيه كل شيء. يا ترى هل هناك أمل في أن يعود العيد كما كان عيد الفرحة والمحبة والسعادة؟ هل هذا أصبح حلماً؟ لمست في أعين كثيرين في هذا العيد أسئلة عديدة تقول بصوت واحد أعيدوا لنا العيد الذي فقدناه، فهذا العيد ليس له طعم أو لون، بل العكس أصبح العيد همّاً لدى بعضنا وكابوساً يتمنى انقضاءه بأسرع وقت ممكن. ويا لها من خسارة نعيشها أن يتغير كل شيء حولنا في هذه الحياة وبهذه السرعة، فعلاقاتنا ببعض أصبحت فاترة، وكلنا يسير في هذه الحياة متخبطاً ومتناسياً كل من حوله، فلا الجار يعرف جاره، ولا الأخ يعرف معنى الأخوة، ولا الصديق يحترم صديقه، كل شيء بدا مختلفاً عن السابق، إلا من رحم الله، ولكن أن يتغير العيد ويفقد هويته السعيدة ويتحول هو الآخر إلى يوم عادي لا يشعر به إلا بعض الناس القليلين ممن هم مازالوا يمارسون حياتهم بكل حب وصدق وصفاء، فهذه قضية يجب أن نتوقف عندها ونراجع فيها حساباتنا ونحاول أن نعيد العيد الذي أضعناه إلى عالمنا المظلم الذي نعيشه. وقفة ومن العائدين ومن الفائزين