في السنوات الاخيرة وخصوصا في ايام العيد يتساءل الكثيرون عن غياب فرحة العيد والتواصل بين الاهل والاقارب. البعض يؤكد انه مازال للعيد بهجة وفرحة والغالبية تؤكد ان اعياد زمان كانت اكثر بهجة وفرحة.. لماذا تغيرت هذه المشاعر في هذه المناسبة المباركة. هل المدنية وتغير العادات وسلوكيات في المجتمع هي من سلب فرحة العيد أم هناك شيء آخر ؟ حول هذا كان لنا هذا الاستطلاع مع عدد من الاكاديميين واعيان المدينةالمنورة فكانت هذه آراءهم: الدكتور بهجت جنيد مدير تعليم منطقة المدينةالمنورة سابقا قال ان التغيرات التي حدثت في المجتمع ساهمت فعلا في سلب الكثير من فرحة العيد اولا كان في الاعوام السابقة وتحديدا قبل عشرين عاما او اكثر كانت المدينة صغيرة والتواصل اسهل بين الاقارب كذلك كان غالبية الاقارب يسكنون بجوار بعض وفي حي واحد كذلك كان طوال العام التواصل والمحبة موجود بين الجميع الآن تجد الاب ساكناً في غرب المدينة وابنه ساكن في شرقها ويحتاج لاكثر من ساعة للوصول اليه كذلك تغير عادات النوم كان في السابق الجميع ينامون في ساعة واحدة ويستيقظون في ساعة واحدة وتجتمع الاسرة وتتبادل التهاني والتبريك بهذا العيد الآن مع الاسف تجد كل شخص في الاسرة الواحدة له نظام غير الآخرين في النوم والطعام لذلك احيانا يذهب اليومان الاولان من العيد وكل منا لم يشاهد الآخر. وإذاً العادات المكتسبة في المجتمع هي من اضاعت فرحة العيد اما العيد فلم يتغير. الدكتور صلاح الردادي مدير فرع وزارة الثقافة والاعلام ورئيس المجلس البلدي بالمدينةالمنورة قال اولا اقول للجميع وعبر جريدة البلاد العزيزة لدينا كل عام وانت بخير صحيح ان العيد فقد الكثير من البهجة وارى انه لم تبق فرحة سواء للاطفال اما فرحة الكبار التي كنا نعيشها في السابق مع العيد اختفى منها الكثير وحين نقول لماذا لا نجد جواباً مقنعا الجميع يرد هذه الحقيقة ولكن لا يستطيع الاجابة لماذا فقد العيد بريقه كنا في الماضي نعيش عدة ايام والفرحة والبشر على محيا الجميع التواصل والالعاب في كل حارة لماذا اختفت هذه. العيد الآن بصراحة لا نشاهد الا في محيا الاطفال الذين مازالوا يحملون البراءة واصبح شغلنا في العيد هو ادخال الفرحة فقط في نفوس الاطفال بذهابهم الى الملاهي او بعض المنتزهات اما الفرحة للعيد عند الكبار ذهب منها الكثير ولم يبق سوى القليل في بعض القرى اما في المدن مع الاسف ونأمل ان تعود هذه الفرحة التي كنا نعيشها سابقاً. الدكتور عيسى القابدي جامعة طيبة: في كل عيد وفي كل عام يطرح هذا السؤال من قبل الجميع العيد تغير والفرحة أين ذهبت الكل يريد ان يحس بفرحة العيد كما كان صغيرا أو كبيرا ولكن الحقيقة ان الظروف والحياة السريعة التي اصبح يعيشها الجميع هي من سحب البساط من تحت الاقدام. نعم العيد لم يتغير نحن الذين تغيرنا غيرنا الايقاع السريع ومتطلبات الحياة، صحيح ان هناك العديد من الاسر ما زالت تتوارث فرحة العيد كباراً وصغاراً وهناك اسر ذهبت عنها تلك الفرحة حين تأثرت بهذه الآثار التي خلفتها المدينة والظواهر التي اصبحنا نعيشها وكسبنا بعض العادات الغريبة علينا من تغير في ساعات النوم والطعام، وكذلك التعارف بين الجيران والتواصل بين الاقارب حتى اصبحنا مع الأسف لا نعرف بعض اقاربنا طوال العام ولكن نقول للجميع العيد باقٍ كما هو ويجب ان نحاسب انفسنا ونعود كما كان الآباء والأجداد لفرحة العيد الحقيقية. الشيخ عبدالغني حسين عضو مجلس منطقة المدينةالمنورة سابقا ورجل الاعمال المعروف قال: العيد مازال بخير ومازال الكثير في المجتمع السعودي يعيش في داخل نفوسهم تلك الفرحة ومازال التواصل ولله الحمد. صحيح يرى البعض ان فرحة العيد لم تكن كالسابق مثلا قبل ثلاثين عاما لأن الحياة طرأ عليها الكثير من التغير في سلوكيات المجتمع في كل العادات وليس العيد وحده، صحيح هناك صار في ضعف في الترابط بين افراد بعض الاسر وكذلك بين سكان الحي، نعلم الآن ان الكثير من الجيران لا يعرفون جيرانهم وهذه من السلبيات التي ظهرت في السنوات الاخيرة وانعكس على فرحة العيد ولكن ما نعيشه ولله الحمد من رغد العيش في ظل هذه الحكومة الرشيدة حفظها الله والرفاهية التي ينعم بها الجميع ولله الحمد تجعل ايامنا طوال العام عيداً.. ولكن مشاغل الحياة والتغيرات التي ظهرت في المجتمع ربما ساهمت فعلا في انشغال الناس عن التعايش مع العيد كما كان في السابق واقول للجميع كل عام وانتم بخير. ويقول الاستاذ علي الحسن الشريف نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالمدينةالمنورة سابقا: حين نتأمل هذا السؤال الذي نقوله كل عام لماذا العيد ليس كالسابق فإنك تصطدم بالعديد من المبررات والتي لا داعي لها. ولكن الحقيقة العيد مازال ولله الحمد في نفوس الجميع والفرحة تعيش في قلب كل مسلم ومسلمة بهذا العيد المبارك، ولكن لأن المجتمع والناس فقد مع الحياة البساطة والتواصل طوال العام ربما تسبب في خلق شيء من الحواجز ربين الأسر في تبادل هذه الفرحة الآن نتواصل ونتعايد ولكن بصراحة في اطار ضيق تحس بفرحة العيد من خلال الزينة التي تظهر في الشوارع وعلى الاطفال في الملاهي او بعض اماكن التسلية اما الكبار فهناك تغير صحيح نأمل ان يعود كما كان خصوصا ان هذا هو عيد يجب ان يحس بفرحته الجميع.