رفض رئيس حزب النهضة الحاكم في تونس، راشد الغنوشي، أمس الخميس طلب المعارضة التونسية بتشكيل حكومة غير حزبية، قائلا إن ذلك لن يساعد البلاد في الموقف الحساس الذي تمر به وإنه سيقبل بتشكيل حكومة وحدة وطنية بشرط أن تمثل كل الأحزاب. وحذَّر الغنوشي، في تصريحات بعد يوم من انضمام نائب حزبه إلى دعوة متزايدة لحكومة غير حزبية، المعارضة من توقع حدوث انقلاب عسكري في تونس. ويُرجَّح أن يصيب رفض الغنوشي أحزاب المعارضة والاتحاد العام التونسي للشغل المتحالف معها بالإحباط. وقالت أحزاب المعارضة إنها لن تتفاوض مع حزب النهضة إلا بعد أن يحلَّ الحكومة التي يقودها الإسلاميون. وقال الغنوشي للصحفيين في مؤتمر صحفي أمس إنه يرفض تشكيل حكومة غير حزبية، لأن هذا النوع من الحكومات لا يستطيع إدارة البلاد في الموقف الحساس الذي تمر به، وأضاف أن الحكومة تحتاج إلى وقت طويل للتعامل مع القضايا السياسية والاقتصادية. وأقر الغنوشي بأن حكومة النهضة في تونس لم تنجح في تحسين الاقتصاد وإدارة المشكلات الأخرى، وقال إن الحكومة ارتكبت أخطاء لكنها لا تستحق انقلابا. ولا يتوقع كثير من المراقبين أن يتدخل الجيش التونسي لحل الأزمة الحالية. وشكل العشرات من أحزاب المعارضة التونسية جبهة إنقاذ للمطالبة باستقالة حكومة النهضة بعد اغتيال زعيم بارز للمعارضة في يوليو في ثاني حادث اغتيال هذا العام ينفذه متشددون. ودعا نائب رئيس حزب النهضة، حمادي الجبالي، إلى إجراء انتخابات في غضون ستة أشهر، لكن الغنوشي قال إن المجلس التأسيسي يجب أن يستأنف عمله سريعا للانتهاء من الدستور أولاً، ثم تُجرى الانتخابات بعد ذلك.