برأ رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية الدكتور زين عبدالهادي ثوار مصر من حرق المجمع العلمي وقال «إن من أضرموا النار في المجمع العلمي جرى استخدامهم من جانب أشخاص محددين تعمدوا تدمير هذا الصرح». وقال الدكتور زين عبدالهادي، في تصريحات خاصة ل «الشرق» «أنا لست من مؤيدى نظرية المؤامرة، ولكنى أعتقد جازما أن من قام بإحراق المجمع كان يعي تماما قيمته». وأوضح عبد الهادي»أنه ورد في برنامج تبثه قناة تلفزيونية خاصة أن المجمع احترق، وكان ذلك قبل احتراق المجمع فعليا بيومين، وبالتالي برزت أهمية المجمع أمام من يريدون تشويه الثورة المصرية واستخدموا ذراع الجهلاء وأطفال الشوارع للتنفيذ يقودهم شخصان أو ثلاثة». وتساءل «ما فائدة تكسير اللافتة لمن يحرق مبنى؟ ولماذا يرقصون كما لو كانوا يرقصون على جثة؟»، مضيفا «فى وقت تنفيذ الحريق كان الثوار فى مواجهات مع الجيش وكان المبنى وراءهم، ومن قام بالتنفيذ لا يدرك أهمية المبنى ولكن المخطط يعلم تماما ما يريده». وتابع عبدالهادي «عندما شهدت الحريق كان فى مخيلتي قيام المغول بحرق دار الحكمة ببغداد وإغراق الكتب فى نهري دجلة والفرات، وكان ما يرعبني هو هل يعيد التاريخ نفسه فى مصر على أيدى مصريين؟». وقال «إن الهجوم الذي تعرض له بسبب بكائه الحار على حرق المجمع العلمي يرجع إلى أن من هاجموه لم يدركوا ما دفعه أصلا إلى البكاء بهذه الطريقة . وأضاف: «تألمت بشدة لسببين، الأول هو أننى عملت فى أثناء الإجازة الصيفية عندما كنت فى الصف الرابع الابتدائي فى مطبعة الأهرام التجارية، فعرفت قيمة الكتاب، وهذه القيمة هى ما تفصل بين العالم المتقدم والعالم المتخلف، والسبب الثاني هو أن بعضا ممن كانوا يحاولون إنقاذ الكتب معنا أصيبوا وسالت دماؤهم على الكتب التى كانوا ينقذونها، وكان هذا دليلا على وجود من يحاول تشويه الثورة بأي طريقة، فأحد أسباب قيام الثورة هو ضمور الثقافة». ودعا إلى «وضع جميع مكتبات الدولة تحت المظلة الفنية لدار الكتب باعتبارها المكتبة الوطنية المصرية». وأشار في هذا الصدد إلى أن المجمع العلمي لا يتبع دار الكتب، فهو يتبع رقابيا وزارة التضامن الاجتماعي بوصفه منظمة أهلية»، وأوضح أن هناك ثلاثين ألف جمعية أهلية فى مصر منها خمسة آلاف بها مكتبات ولكن مائة إلى 120 منظمة أهلية فقط لديها مكتبات تراثية مثل المجمع العلمي والجمعية الجغرافية. وأضاف «أن الصلة الوحيدة التى تربط وزارة الثقافة والهيئة العامة لدار الكتب والوثائق بالمجمع هو أنه منذ عشر سنوات أرسلنا أربعة أمناء مكتبات للمجمع توفى اثنان وبلغ الثالث سن التقاعد، ولايزال في العمل أمين واحد فقط. بالإضافة إلى الدعم المالى الذى يصل إلى مائة ألف جنيه وتم تخفيضه العام الماضي إلى خمسين ألف جنيه ولم تحدد بعد قيمة الدعم لهذا العام، ورأى أن المشكلة الأساسية تتمثل في أن أغلب مكتبات مصر ليس بها نظم أمان وسلامة». أطفال أمام حريق المجمع العملي بالتحرير (تصوير:أحمد حماد)