هل كان لك في هذه الأيام نصيب أم كنت ضائعا في التفاهات التي لم تنفعك. هل حرصت على أن تكون من المغفورين لهم أم حرصت على أن تكون من المتابعين لهم، هذه الأيام التي فضَّلها الله رب العالمين من مغفرة ورحمة وصلاة وعبادة لقد بلغَّك الله رمضان وقد انتهى، فلا تدري هل ستبلغ رمضان القادم. وها هو العيد مضى أيضاً وأظن أن ذاكرتك سوف تسترجع شريط رمضان وربما تندم على إهدار الوقت فيه، فقد مرّت عليك بعض الأوقات وأنت في غير عبادة وتتمنى أن تعود تلك الأيام. ولكن لا حياة لمن تنادي هناك من أمده الله بالصحة والعافية لكن لم يعطِ الله حقه وهناك من هو معلق بالأجهزة الطبية ويعطي ربه حقه ويتلذذ في عبادته رغم حالته الصحية، ويكون له من تلك الأيام نصيب، لعل الله تعالى يمن عليه بالشفاء، لكن أنت أيها العبد الذي بخلت على الله في العبادة، ومع ذلك إن الله غفور رحيم ، لكنك ستكون مثل الذين يريدون الله في الشدة ويبتعدون عنه في الرخاء. فكن كما أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ابن عباس «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف واحفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً».