أفاد مصدر في وزارة الداخلية، أمس، بأن سريتين من قوات البيشمركة وصلتا العاصمة بغداد، ضمن مقترح رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بوضعها تحت تصرف الحكومة الاتحادية في محاربة الإرهاب، فيما أكد أن السريتين انتشرتا حول المنطقة الخضراء. وسارعت حكومة إقليم أربيل إلى نفي صحة هذا الخبر مؤكدة في تصريح للأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور أنه «لم يتم إرسال أي عنصر من البيشمركة إلى بغداد، وما قيل غير دقيق، وعارٍ عن الصحة». وكانت وزارة البيشمركة عرضت مؤخراً على بغداد نشر قواتها في المناطق الساخنة من البلاد لاسيما العاصمة ضمن مبادرة جديدة لإعادة الاستقرار المفقود في العراق. وتشهد العاصمة بغداد إجراءات أمنية غير مسبوقة، حيث تنفذ القوات الأمنية عمليات دهم وتفتيش في المناطق المزدحمة في بغداد على خلفية ورود معلومات تفيد بوجود سيارات مفخخة ينوي المسلحون تفجيرها في تلك المناطق، وكانت الأممالمتحدة في العراق كشفت في وقت سابق، أن 1057 عراقيا قتلوا وأُصيب 2326 آخرون خلال أعمال الإرهاب والعنف في شهر يوليو. وكانت القوات الأمنية اعتقلت خلال اليومين الماضيين «303» من المطلوبين ومن المشتبه بهم خلال عملية لملاحقة المطلوبين في مناطق شمالي وغربي بغداد التي تنفذها قيادة عمليات بغداد بالتنسيق مع قيادة القوات البرية، فيما تواصلت حملة التفتيش عن مطلوبين في عموم مناطق العاصمة بغداد. وطالب نائب رئيس كتلة التحالف الكردستاني النائب محسن السعدون بعقد اجتماع عاجل للقادة السياسيين في البلد لإيجاد حلول للأوضاع الأمنية والسياسية المتدهورة، منوهاً إلى أن «من المفروض إيجاد حراك سياسي عاجل واجتماعات على أعلى المستويات، لأنه من غير الممكن أن نترك الأوضاع الأمنية والسياسية المتدهورة على هذا الحال، مشيراً إلى «أن الحياة في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات، أصبحت شبه معطلة، بسبب الوضع الأمني، لأن وضع الحواجز الكونكريتية في الشوارع، ليس الحل الأمثل للسيطرة على الوضع الأمني، مشيراً إلى أن المواطن لم يعد باستطاعته الذهاب إلى الأسواق أو المتنزهات بفعل الإرهاب والحواجز الكونكريتية». بدوره، أكد النائب عن القائمة العراقية حامد المطلك عدم قبول ما تنتهجه الحكومة من حملات اعتقال وتهجير ومعاقبة المواطن البريء بحجج واهية. وقالت النائبة وحدة الجميلي عن ائتلاف «متحدون» يجب على القوات الأمنية أن تتعامل بمهنية وأن لا تأخذ البريء بجريرة المجرم في عمليات الاعتقال التي تنفذها، وقالت الجميلي «نحن مع اعتقال المشبوهين والمتورطين بدماء العراقيين والصادرة بحقهم مذكرات اعتقال. ونحن مع القوات الأمنية وقوات الجيش بأن تأخذ دورها بشكل مهني وعادل وبحيادية كاملة، لكننا لسنا مع الإجراءات الانتقامية التي تقوم بها بعض الأجهزة الأمنية في مناطق حزام بغداد على إثر هروب السجناء من سجني أبو غريب والتاجي». وأضافت «إن من غير المعقول أن تعتقل القوات الأمنية 300 مشتبه فيه من منطقة واحدة في يوم واحد لأن هذا العدد كبير جداً»، وحذرت من «أن تكون هناك اعتقالات انتقامية على إثر حادثة هروب السجناء»، مشيرة إلى «أن عملية هروب السجناء عملية مدبرة و إقليمية فوق إمكانيات الدولة».