أعلن الناطق باسم حرس اقليم كردستان «البشمركة» جبار ياور ان حكومة الاقليم اقترحت على رئيس الحكومة نوري المالكي وضع هذه القوات تحت تصرف الحكومة الاتحادية لمواجهة اعمال العنف المتصاعدة في بغداد وباقي المحافظات، فيما أكد المالكي ان «العمليات العسكرية الجاري تنفيذها حالياً في مناطق حزام بغداد تحرز تقدماً كبيراً». وأوضح المالكي في بيان نشر على موقعه الرسمي ان «الارهابيين يريدون النيل من ارادة العراقيين وصلابتهم، ولكنهم سيخسرون وسنتصدى لهم بكل قوة وكذلك كل من يتعاون معهم ويوفر لهم الحماية والدعم»، مبيناً ان «العمليات العسكرية الجارية حالياً في مناطق حول بغداد تحرز تقدماً كبيراً وتدمر مقراتهم ومراكز تصنيعهم للقنابل والمفخخات وغيرها». وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت مطلع آب (اغسطس) الجاري توجيه القائد المالكي الأجهزة الأمنية بتنفيذ عمليات دهم وتفتيش في مناطق حزام بغداد ودعاها الى «حشد الامكانات لإلحاق الهزيمة بالمشروع الطائفي الذي يجري تنفيذه في المنطقة»، مشدداً على ضرورة «وقوف العراقيين صفاً واحداً في مواجهة هذا المخطط الذي يحاول اختراق الصف الوطني». إلى ذلك، قال ياور في تصريح الى «الحياة» امس ان «حكومة اقليم كردستان وضعت امكانات قوات البشمركة تحت تصرف الحكومة الاتحادية لمواجهة اعمال العنف المتصاعدة في البلاد»، وأوضح ان الحكومة المركزية لم تعط موافقتها حتى الآن. وأضاف ان «عملية هروب السجناء من سجني ابو غريب والتاجي قبل اسبوعين وما تلاها من تصاعد التفجيرات النوعية في بغداد وعدد من المدن دفع حكومة الاقليم الى تقديم اقتراح الى رئيس الوزراء بوضع قوات البشمركة تحت امرته لمواجهة العنف». وزاد ان «لدى البشمركة خبرة عسكرية كبيرة في مواجهة التنظيمات الارهابية ولديها امكانات لملاحقة الخلايا الارهابية والقضاء عليها»، وأوضح انه في حال موافقة بغداد على هذا الطلب فإن دور «البشمركة» سيقتصر على محاربة الارهاب ولن تتدخل في قضايا سياسية». واستبعد ياور حصول تضارب في الصلاحيات الامنية بين «البشمركة» وقوات الجيش او الشرطة الاتحادية والمحلية، ولفت الى انها «ستكون تحت امرة وتوجيهات وزارة الدفاع وتعمل تحت امرة قادة العمليات المنتشرة في المحافظات». يذكر ان قوات من «البشمركة» تضطلع بحماية مبنى البرلمان الواقع في المنطقة الخضراء منذ سنوات، اضافة الى انها ساهمت مع القوات الاميركية في ضبط الامن في بغداد بعد سقوط النظام السابق وحل الجيش. ولجأت القوات الاميركية الى «البشمركة» لفرض الامن في عدد من مناطق بغداد، خصوصاً في مدينة الصدر والشعلة. في بغداد، قال عضو لجنة الامن والدفاع النائب شوان طه ل «الحياة» ان «قوات البشمركة تمتلك خبرة واسعة في مواجهة العنف المستشري في بغداد وباقي المحافظات». وأضاف ان «اللجوء إلى البشمركة لضبط الامن افضل من اللجوء الى قوات اجنبية». وأشار الى ان من «الممكن الاستعانة بالبشمركة لضبط الامن في ديالى والموصل وصلاح الدين لقربها من اقليم كردستان وحتى في العاصمة بغداد»، وشدد على «ضرورة ان يكون هناك تنسيق بين قوات الجيش والشرطة الاتحادية والبشمركة». وقال النائب عن «التحالف الوطني» حبيب الطرفي ان «نوايا البشمركة في الدفاع عن العاصمة بغداد وباقي محافظات العراق حسنة لأنها عراقية وجزء من القوات المسلحة». وأوضح ان «الخروقات الامنية ووجود خطر دائم يهدد المواطن تتطلب من الجهات الامنية والقوات المسلحة، ومن ضمنها قوات البشمركة التأهب والجاهزية». وأضاف ان «مبادرة قوات البشمركة للدفاع عن محافظات العراق هي خطوة بالاتجاه الصحيح في حال وجود خلل امني لأن الارهاب يعصف في ارجاء العراق».