أفرزت أزمة قطوعات الكهرباء التي مر بها أهالي محافظتي خليص والكامل وما جاورهما من قرى وهجر وتجمعات سكانية، مثل: قديد والخوار والدف وحارة المغاربة، والسلام والعزيزية، عدة أوجه للمجتمع السعودي وطرق تعامله مع الأزمات، ففي الوقت الذي شمر 75 شاباً وفتاة عن سواعد الجد لتقديم يد العون للمتضررين من كبار السن والمرضى من أهالي خليص وعسفان، تخلى عدد من التجار وأصحاب الشقق المفروشة ومحطات الوقود عن مسؤوليتهم الاجتماعية في مثل هذه الظروف ضاربين بأبسط معايير الإنسانية عرض الحائط ليرفعوا أسعار السلع والخدمات بنسبة تجاوزت 100% على سكان تلك المنطقة، الذين غالبيتهم من ذوي الدخل المحدود ومن مستفيدي الضمان الاجتماعي. يقول مؤسس فريق جمدان التطوعي فريد الصبحي، إن مهام الفريق الذي شُكل من عدة فُرق تطوعية في منطقة مكةالمكرمة ويضم حوالي 45 شاباً وثلاثين فتاة، تلخصت في تحديد أسماء المحتاجين وفق أولوية معينة وإطلاق حملات توعوية على «تويتر» وفيسبوك» والرسائل القصيرة للمساهمة في ترشيد استخدام الكهرباء، كما طلبت الشركة من الأهالي» وأضاف: «بعد انقطاع الكهرباء قمنا باجتماع في مستشفى خليص العام، ووزعنا المهام بيننا، وقمنا بعدها بمسح كامل للأسر والمرضى وكبار السن الذين يحتاجون الذهاب إلى جدة بشكل عاجل، كما استعنا بفرق نسائية موجودة في جدة لتحديد أماكن وأعداد الشقق المفروشة الشاغرة في جدة ليتوجه لها الأهالي مباشرةً، كما قام الفريق بالبحث عن متبرعين لتحمل نفقات الانتقال لجدة للأسر الفقيرة إلا أنهم لم يجدوا من التبرع الكافي لمساعدة العائلات على السكنى في جدة، كما تعاونوا مع المشرف في مستشفى خليص العام لنقل المرضى إلى مكة. وزاد «قام الفريق بتوزيع قرابة 1600 وجبة خفيفة على الأهالي خلال اليوم الثاني بعد انقطاع الكهرباء، بالإضافة لتوزيع 15 ألف قارورة مياه وذلك بالتعاون مع أحد قصور الأفراح في جدة لتبريد المياه والعصيرات، كما عمل فريق آخر على توزيع تلك الوجبات على الأهالي والمزارعين، فيما قامت مجموعة أخرى بتأمين وتوزيع البنزين للأهالي المنقطعين في الطريق السريع بسبب انتهاء البنزين من المحطات، وذلك بعد جلبها من مدينة صعبر التي تبعد خمسين كيلو عن خليص، مشيراً إلى الإحصاءات الرسمية تشير لخروج 100 ألف مواطن من مساكنهم إلى جدةومكة والمدينة بعد انقطاع الكهرباء، وحول أغرب الحالات التي واجهها أثناء عمله الميداني، قال صبحي إنه لن ينسى قيام أحد المقيمين من الجنسية المصرية وهو يسير على أقدامه هو وعائلته يحملون أمتعتهم وفرش النوم الخاص بهم على أيديهم متجهين إلى جدة سيراً على الأقدام حتى قام أحد المتطوعين بنقلهم، مشيراً إلى أن الفريق واجه مشكلة كبيرة في التواصل مع بعضهم بسبب سوء شبكات الاتصالات. وطالب مشرف القسم الشبابي أحمد الرائقي بنشر ثقافة التطوع بين أفراد المجتمع إذ إن الفريق التطوعي واجه مشكلة كبيرة بسبب ضعف المساعدات المادية، التي احتاج لها الفريق بشكل عاجل لتوزيع الوجبات الغذائية وتوفير أماكن لإيواء الأسر لأن غالبيتهم لا يملكون القدرة المادية لدفع أجرة الشقق المفروشة، مشيراً إلى أنه في وقت الأزمة سادت ثقافة الاستغلال بدلاً من التكاتف، حيث قام عمال المحطات برفع أسعار البنزين ل150 ريالاً للوحدة سعة عشرة ليترات التي لا تتجاوز قيمتها عشرة ريالات حتى تدخل فاعل خير وهدد العمال بشكواهم لوزارة التجارة لاتخاذ الإجراءات العقابية ضدهم، وقام بشراء كمية البنزين الموجودة في المحطات ليتم توزيعها من قبل المتطوعين على المحتاجين، كما قام أصحاب الشقق المفروشة والفنادق في جدة برفع أسعارهم 100% بتدبيل الأسعار مستغلين الأزمة وتوافد الأسر على الشقق في جدة، إلا أن اثنين من أصحاب الشقق تبرع بكامل المبنى ليسكن فيه المتضررون إلا أنه لم يكن كافياً، مؤكداً أن الأعمال التطوعية لم تنته بعد بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء أمس في قديد وخليص. مدير شركة الكهرباء يطمئن المواطنين أمام مقر الشركة أمس (الشرق) شاب يدعو الله قبيل المغرب أمس ألا تتكرر مأساة انقطاع الكهرباء