تَحُل قضية كل عام حين يبدأ شهر رمضان المبارك بفتح أبوابه الخيِّرة التي تُضاعف فيها الحسنات ويُقبِل فيها العباد إلى ربهم بالصدقات الوفيرة على «المتسولين» غير المحتاجين لتلك الصدقات. ففي خبر محلي يُعلن عن استعداد المتسولين للشهر الفضيل باستخدام جميع الطرق الممكنة لاستعطاف أهل الخير، وخبر آخر في صحيفة خليجية يُعلن عن استعداد الشرطة لمكافحة التسول في الشهر الفضيل، وخصَّصت رقماً للمواطنين من أجل التبليغ عن أي ظاهرة تسول. في كل عام تتضاعف أعداد المتسولين في الشوارع وعلى أبواب المساجد وعند الإشارات وتتضاعف أضعاف كثيرة في العشر الأواخر من رمضان. حب الخير وابتغاء الأجر هو الدافع للصدقات، ولكن مع الأسف ينقص هذه العملية عامل ثالث وهو «التحقق من حاجة المتسول»، معظمنا يعلم حقيقة المتسولين المنتشرين في الشوارع وقد أسُقِطت عنهم كل الأقنعة التي تختبئ خلفها حاجتهم وفقرهم. وكانت هناك عديد من الجهود التي فضحت المتسولين والبرامج التوعوية التي حاولت بشتى الطرق تنبيه المواطن من أن يقع ضحية لمثل هؤلاء المتسولين. لكن الأمر الذي يجب أن يعيه المواطن أن هناك عائلات وأسراً بحاجة ماسة لمثل هذه الأموال التي يغتني منها المتسولون، بل وتفوق حاجتهم، يجب على الدولة حماية المواطنين من هؤلاء المتسولين بالقبض عليهم، حتى تصرف الأموال لمن هم أهل لها للمحتاجين سواء داخل البلاد أو خارجها، فمقدار الصدقات أمر لا يجب الاستهانة به، فجمع المبالغ من جهات مختصة كما في أموال الزكاة قد ينقذ عديداً من المسلمين من هلاك محتم وجوع منهكك، وفيه من التراحم والترابط الذي يؤلف بين المسلمين ويوحِّدهم. أخيراً ينبغي على كل شخص التحري وبذل قليل من المجهود عن المحتاجين وتسليمها لهم وحتى لا يجد المتسولون لهم مكاناً بيننا.