اتهمت حركة «حماس» الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالوقوف خلف حملة التحريض التي يشنها الإعلام المصري ضدها. وقال القيادي فيها الدكتور صلاح البردويل ل «الشرق: إن عشرات من وثائق المراسلات الخطيرة التي تدين تورط السلطة الفلسطينية بتلفيق الأكاذيب عن تدخل «حماس» في أحداث مصر أصبحت بحوزتنا». وذكر أن لجنة من السلطة تشكلت لتزويد الإعلام المصري بالأكاذيب حول تدخل «حماس» في الأحداث الجارية بمصر. وأوضح أن الرئيس عباس نفسه يرأس تلك اللجنة ويديرها أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم ومدير المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية اللواء ماجد فرج وأطراف في السفارة الفلسطينية بالقاهرة. وقال البردويل، ستبدأ حركته في نشر هذه الوثاق في الأيام القليلة المقبلة ضمن سلسلة متتالية ستفاجئ الفلسطينيين. واعتبر أن دوافع الحملة سياسية يحاول خلالها منافسو «حماس» التغطية على مواقفهم مع الاحتلال، والتفرد بالقرارات المصيرية المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. توقيت الاتهامات وتأتي اتهامات «حماس» بالتزامن مع عودة السلطة للمفاوضات مع الإسرائيليين في واشنطن، بعد توقف دام ثلاث سنوات متتالية. واشترط الفلسطينيون في العودة إليه وقف الاستيطان وخاصة في القدس، والاعتراف بحدود 67 والإفراج عن أسرى ما قبل أوسلو. وكلف إقناع طرفي الصراع بالجلوس على طاولة المفاوضات، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زيارة المنطقة ست مرات. وقررت إسرائيل الإفراج عن 104 أسرى اعتقلوا قبل اتفاقية أوسلو، فيما ستحدد اللقاءات المقبلة للمفاوضات مصير الشروط الأخرى. وتظهر واحدة من هذه الوثاق التي نشرتها «حماس» مرسلة إلى الطيب عبد الرحيم من الدائرة الإعلامية في «فتح» تطلب منه دعوة الأجهزة الأمنية لتجهيز»معلومات» تعزز مزاعم الإعلام مصري حول ضلوع «حماس» في قتل 16 جنديا في سيناء قبل عام، ونقلت هذه المعلومات إلى القاهرة قبيل زيارة عباس لها أمس. ويتهم الإعلام المصري»حماس» أنها تقف خلف الأعمال المسلحة في سيناء التي أسفرت حتى الآن عن مقتل عسكريين وأمنيين ومدنيين مصريين حسب بيانات رسمية مصرية. يشار إلى أن القضاء المصري اتهم مرسى في «التخابر» مع حماس أثناء اندلاع الثورة المصرية. الوثائق مزورة اعتبرت حركة فتح ما نشرته وسائل إعلام حماس من رسائل، مزورة. ووصفها ناطقوها الإعلاميون بالجريمة الجنائية التي يعاقب عليها القانون. ودحض عضو المجلس الثوري للحركة موفق مطر في بيان صحفي صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة، مزاعم حماس بشأن مسؤولية فتح عن حملة التحريض ضدها. وقال مطر: نؤكد بطلان ما نشرته حماس من وثائق، حيث استخدموا عبارة (Foreign Relations Commission) بالإنكليزية ومعناها «مفوضية العلاقات الخارجية»، ووضعوها على يسار الورق المروس كترجمة لمصطلح «مفوضية الإعلام» التي وردت على ترويسة الوثيقة المزعومة لينكشف تزويرهم. وشكك عضو المجلس الثوري لحركة فتح الدكتور عبد الله أبو سمهدانة بمصداقية الوثائق التي نشرتها»حماس» وقال ل»الشرق»:» لا توجد لنا مصلحة إطلاقاً في توريط أي فلسطيني في أحداث مصر»، مبيناً أن معظم الفلسطينيين في القاهرة يعيشون ظروفا صعبة ولا يستطيعون التحرك نتيجة زجهم في الصراع من قبل الإعلام المصري. مؤكداً أنه لا صحة لتلك الوثائق والتوقيعات الموجودة. وأوضح أبو سمهدانة أن ما تروجه حماس يضر بالمصالحة الوطنية ولا يمكن أن يصدقه أي فلسطيني. عباس في القاهرة وفي إطار ترابط الأحداث، وصل الرئيس الفلسطيني إلى القاهرة في أول زيارة رسمية له عقب عزل الرئيس مرسي عن سدة الحكم. ويلتقي عباس بنظيره المصري عدلي منصور لمناقشة تطورات الأوضاع السياسية على المستويين المصري والفلسطيني وتجديد التأكيد على موقف القيادة الفلسطينية الداعي إلى عدم التدخل في شؤون القاهرة. وكان مصدر فلسطيني رفيع المستوي، فضل عدم ذكر اسمه، قال ل «الشرق»: «إن الرئيس سيحاول خلال لقائه بنظيره المصري التأكد من مدى قدرة القاهرة على الاستمرار في رعايتها ملف المصالحة». وأوضح المصدر أن القيادة متمسكة بالقاهرة كراعٍ لملف المصالحة، لكنه أكد أنه يمكنها أن تجلس تحت رعاية أي دولة عربية لإتمام المصالحة إذا كانت القاهرة منشغلة بظروفها الحالية. صورة لإحدى الوثائق التي وزعتها حماس (الشرق)