مع صعود نجم الإسلاميين في انتخابات ما بعد الثورات العربية بدأت الدوائر الرسمية والسياسية الأردنية بإيلاء اهتمام كبير للحركات الإسلامية، وخصوصاً حركة الإخوان المسلمين. وتتجه أنظار الأردنيين من الآن حتى الانتخابات النيابية المقبلة التي يعتقد أنها ستكون مبكرة، وربما في نهاية العام الحالي أو مطلع العام المقبل. وبالتالي يحاول الجميع تقدير النسبة التي سيحصل عليها الإخوان المسلمون من مقاعد البرلمان المنتظر. وأشار النائب بسام حدادين في حديث ل”الشرق” إلى أن أجهزة في الدولة أجرت استطلاعات افترضت إجراء الانتخابات على أساس قانون 89 (الانتخاب على أساس المحافظة دون وجود قائمة على مستوى الوطن)، أو على أساس توزيع 89 مع وجود عشرين مقعداً من أصل 140 ضمن قائمة الوطن، وخلصت تلك الاستطلاعات إلى أن الحركة الإسلامية ستحصل على 25-30 مقعداً تقريباً، أي ما نسبته %20–18. من ناحيته قال الباحث المعروف في الحركات الإسلامية محمد أبورمان ل”الشرق” إن استطلاعات شبه رسمية وغير معلنة وعلى افتراض وجود قوائم متنافسة على مستوى الوطن أظهرت حصول الحركة الإسلامية على %28-25 من الأصوات. ولكن مصادر في الحركة الإسلامية قالت ل”الشرق” إنه إذا أجريت الانتخابات بصورة حرة ونزيهة فإن تقديرات الحركة تقول إنها ستحصل على %40-35 من المقاعد في البرلمان المقبل. ويعتقد النائب حدادين أن قوة الإسلاميين تراجعت خلال الفترة الأخيرة قياساً على فترات سابقة، ويقيس على معقلهم الرئيس مدينة الزرقاء بصفته نائباً عن نفس المدينة، ويقول إن قوتهم الانتخابية تراجعت فيها، مستشهداً بالمشاركة المحدودة في المسيرات والمظاهرات التي نظمتها الحركة الإسلامية في الزرقاء خلال الشهور الأخيرة، ويرى أن مشاركة عدة مئات فقط في مسيرة في محافظة يزيد عدد سكانها على مليون و200 ألف يؤشر على تراجع في تأثير ووجود الحركة. أما أبورمان فيؤكد أن استطلاعات رأي حديثة جداً أظهرت ارتفاعاً في شعبية الإخوان مؤخراً، ولكنها قد تعود وتتراجع، فهو يرى أن تلك الشعبية ليست ثابتة، وتتحكم فيها عدة عوامل، من بينها شكل القانون الذي ستجرى بموجبه الانتخابات، وطبيعة اللحظة السياسية، حيث أن شعبية الإخوان فيها جزء ثابت وجزء متذبذب. كما ترتبط التقديرات كذلك بحجم الدائرة الانتخابية. ويفصل أبورمان المزيد من العوامل التي أثرت أو تؤثر في القوة الانتخابية للحركة الإسلامية، ومن بينها أصوات الحركات الإسلامية الأخرى غير الإخوان، التي لا تصوت في العادة. والعامل الثاني بحسب أبورمان هو نسبة تصويت الأردنيين من أصول فلسطينية الذين تعدّ الحركة الإسلامية ممثلهم الفعلي، فإذا ارتفعت نسبة تصويتهم فإن ذلك يصب لصالح الحركة، والعكس صحيح. أما العامل الثالث فهو مقدار السخط من السياسات الرسمية، فكلما ارتفع مستوى السخط كان ذلك لصالح حزب المعارضة الأكبر، الإخوان المسلمين. ويختم أبورمان بالعامل الرابع وهو العمل الخيري التطوعي، الذي تراجعت مساهمة الحركة فيه مؤخراً.