الدمام – جابر اليحيوي سهى الموسى: تسعون كفيفاً ومكفوفة تخدمهم رؤية في مؤسسة محمد بن فهد الإنسانية بالشرقية عاش 14 شخصاً مساء أمس الأول تجربة تناول «وجبة السحور» كمكفوفين عاشوا فيها ما يعيشه المكفوف عند تناول الطعام في ظل إعاقتهم البصرية، في مقر نادي «رؤية» لذوي الإعاقة البصرية التابع لمؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، بمساعدة نحو ثمانية من المكفوفين لهم خلال تنفيذ مبادرة «سحور في الظلام» بالتعاون مع أحد المطاعم في الدمام. وبدأت الفعالية بشرح تفصيلي عبر البروجكتور عما يقدمه النادي للمكفوفين من برامج ودورات تمثل في دورات الحاسب الآلي والخياطة ونشر ثقافة استخدام العصا البيضاء وإطلاق الصرافة الناطقة وتقديم الدعم وتوفير الاحتياجات، التي تخدم ذوي الإعاقة البصرية. وأكدت ل «الشرق» رئيسة نادي رؤية لذوي الإعاقة البصرية في الدمام سهى الموسى أن النادي يحتضن نحو تسعين كفيفاً وكفيفهة، منهم أربعون من النساء، وخمسون من الرجال من جميع فئات الأعمار، مشيرة إلى وجود تجاوب كبير من القطاعات الحكومية والأهلية من خلال حضورهم هذه الفعالية. وقالت: نتمنى مزيداً منهم لخدمة ذوي الإعاقة البصرية، حيث إن النادي هو الوحيد على مستوى المنطقة الذي يعمل على توفير الخدمات والبرامج والفعاليات في المنطقة للمكفوفين والمكفوفات. وبيَّنت الموسى أن التجربة غيرت كثيراً من المفاهيم لدى الضيوف، وأسهمت في إيقاظ الحواس لديهم وإعادة اكتشافها بشكل جديد، كما أن فيها تبادلاً للأدوار ليصبح الكفيف هو عين المبصر، وأضافت: كان المشاركون من عدة قطاعات منها القطاع التعليمي والصحي والتجاري والإعلامي، وذلك للفت انتباه القطاعين الخاص والحكومي لتوفير خدمات إمكانية الوصول لفئة كفيفي البصر، وهي الخدمات التي تمكِّن الكفيف من ممارسة حياته اليومية بسهولة وسلاسة واستقلالية. ومن جهته، تحدث مدير الخدمات المناوب في الخطوط السعودية غازي عزة عن تجربة «السحور في الظلام» ككفيف، قائلاً: عندما أزيل الغطاء عن بصري أجهشت بالبكاء وسجدت لله شكراً على نعمة الإبصار مناشداً الجهات الحكومية والخاصة وكذلك الخدمية كالمطاعم والبنوك والمجمعات، وكذلك سيارات الإجرة بالتفاعل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير احتياجاتهم. وأكد رئيس نادي رؤية لذوي الإعاقة البصرية للشباب محمد سعد أن هذه المبادرة هي الأولى وطبقت عالمياً. وقال: استغرق التحضير لهذه المبادرة شهرين، مشيراً إلى أن الهدف هو تعريف الشخصيات بطرق التعامل مع المكفوفين في مقر أعمالهم سواء في الصحة أو التعليم أو غيرها من القطاعات الحكومية والأهلية والخدمية، مطالباً بتوسيع الاهتمام بالمكفوفين في جميع المجالات لكي يخوضوا حياتهم بشكل طبيعي، فهم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا.