يحتفل أهالي المنطقة الشرقية هذا اليوم بإحياء ليلة القرقيعان التي ينتظرها الصغار والكبار بفارغ الصبر فالبرغم من ملامح الترف التي يعيشها الجيل الحالي إلا أنهم اعتادوا على العودة إلى الماضي ومحاكاة تراث الأجداد من خلال هذه الليلة التي تعد عادة توارثها الأجيال من الأجداد وبرغم الحداثة والتقدم في جميع نواحي الحياة إلا أنها مازالت صامدة حتى عصرنا الحالي فعند انتصاف الشهر الفضيل يكافأ الأطفال على صيامهم من خلال طقوس معينة تعتمد على توزيع الحلويات، وعادة ما يتم الاستعداد لها منذ دخول شهر رمضان بشراء الحلويات والمكسرات ذات الطابع القديم حتى وإن اختلفت النكهات، فتتسابق الأسر على ابتكار أشكال جديدة مختلفة عما قدّموه في الأعوام السابقة وكذلك المحال التجارية التي تقدم أشكالاً جديدة كل عام وتتفاوت التكلفة بحسب إمكانيات الأسرة والمبلغ المخصص لهذه المناسبة فهناك من يكتفي بشراء الفول السوداني وحلوى التوفي حيث تشهد المحلات إقبالاً من الأسر للبحث عما يسمونه «بقايا الأمس» والمقصود به النخي وشوكلاتة بو نجوم ، وبعض من الأسر تستعين بالماركات العالمية التي دأبت مؤخراً على منافسة المحلات بتقديم أشكال فاخرة من القرقيعان وعادة ما تكون قطعاً من الشوكلاتة بنكهات شعبية ك التمر والهيل وقمر الدين والسمسم ، وغالباً ما تحرص الأمهات على مشاركة أبنائها في تعبئة واختيار الهدايا الموزعة مما أدّى إلى تعميق هذه العادة وتأصيل حب العطاء بين الأطفال بالإضافة إلى اقتناء الملبوسات الشعبية للفتيات وهي الجلابية والبخنق أما الأولاد فيرتدون الثوب السعودي والدقلة أو الصديري وكذلك الخريطة وهي عبارة عن كيس يلبس عند الرقبة وتوضع فيه الحلويات، ومن أبرز التغيرات التي طرأت على ليلة القرقيعان إنها باتت محصورة في المنازل وتجمعات الأقارب بينما كان الأطفال في السابق يجوبون الحي لطلب القرقيعان من الجيران والأحياء القريبة منهم ويرددون الأهازيج الشعبية التي تتشابه في معظم دول الخليج باختلاف بسيط في اللفظ وعادة ما تكون «قرقيعان وقرقيعان بين قصير ورمضان عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم»، هذا وقد كثرت الأقاويل حول أصل المناسبة وهناك من سعى إلى التقصي عن حكمها شرعاً، ولكن أهالي الشرقية مازالوا يعتقدون بأنها فرحة للأطفال وعادة موروثة ولا يوجد بها أي معتقد ديني مخالف لأمور الشريعة وتعاليم الإسلام.