في كل عام…! هذه المرة الخامسة التي أشارك فيها ببطولة العالم لمحترفي الجيوجيتسو، وفي كل مرة أرى ما يسر العين! في كل عام منذ أن بدأت هذه البطولة في 2009 هذا المحفل العالمي الكبير في عاصمة الجيوجيتسو أبو ظبي أجد الروح والعقل والجسم تتحد من أجل المنافسة والقتال في أفضل رياضة للإنسان في نظري لعدم اهتمامها بالعمر وشكل الجسم وحتى إذا كان من ذوي الاحتياجات الخاصة. في كل عام تكبر هذه البطولة وترقى ومن يومها وهي حلم كثيرين وأنا أحدهم ولم أكف أو أستسلم عن المحاولة في سبيل الحصول على أحد مراكزها الثلاثة، ليس طمعاً في جائزتها المالية الكبيرة، ولكن أتمنى إدخال اسمي واسم بلدي في هذا الحدث العالمي الكبير وأريد ميداليتها التي تحمل صورة الشيخ زايد آل نهيان -رحمه الله-، وإني سميتها وسام الشيخ زايد للجيوجيتسو لحبي لهذا الرجل -غفر الله له-. في كل عام أجد صعوبة في المنافسة للحصول عليها، هل لقوتها أم لفشلي؟ أم لعدم جاهزيتي التامة لها؟ لي أسبابي ولست هنا لذكرها، وبمقارنة المدارس القريبة من مستوانا نجد فرقاً وتفوقاً كبيراً في المستوى، فما بالك بالمستوى الأعلى من بلدان العالم مثل البرازيل وأمريكا وأوروبا والإمارات… نعم الإمارات لا أحد يستغرب فمن جد وجد وهاهم من أفضل اتحادات العالم للجيوجيتسو، وعاصمتهم عاصمة الجيوجيتسو. في كل عام يرفع بعض من إخواني وأنا منهم من بلدي الحبيب المملكة العربية السعودية راية التحدي في يوم التحدي في منافسة القوة والاحترام والروح الرياضية العالية بما تعنيه هذه الكلمة، ولكن الزاد غير كاف والأسباب كثيرة ولست هنا لذكرها، ولم يتعد عددنا أبدا رقم 7 في كل مرة، والله إني أراهم أبطالاً لأنهم من لا شيء يحاولون ويريدون تقديم أنفسهم وبلدهم إلى العالم. في كل عام نمني النفس أن ينظر في موضوع هذه الرياضة المنتشرة في كل أنحاء العالم انتشارا سريعاً، نمنى النفس أن يخرج قرار من أصحاب القرار يعطف فيه على الطرف الآخر من شباب المملكة الذي هم لا يمارسون رياضة الكرة، وإدخال هذه الرياضة وأن نكون مع السباقين بها كعادتنا. ورياضة الجيوجيتسو في وصفها هي (رياضة تبدأ من وضع الوقوف وتضم ضمن فنونها عمليات الإلقاء والتثبيت والخنق وهي أصل ألعاب كثيرة مستقلة ظهرت بعدها، مثل الجودو والإيكيدو ..وفي مرحلة لاحقة ظهرت الجوجيتسو البرازيلية بفضل الياباني ميتسو مايدا الذي نقل إحدى ألعاب الجودو التي كانت تعتمد القتال الأرضي إلى البرازيل في العام 1914 ومنها مررها إلى أحد أبناء أصدقائه واسمه كارلوس غارسيا الذي أتقنها وطوّرها ونشرها في البرازيل وتطورت اللعبة وبات لها عدد من الأساليب، منها من وضعية الوقوف أو من انطلاق من الأرض وقد أصبحت هذه الرياضة جزءاً لا يتجزأ من رياضة الألعاب القتالية Mixed Marcial Arts المعروفة اختصاراً بال MMA ). كم أتمنى من والد شباب المملكة صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد -حفظه الله- دعم هذه الرياضة حتى نرى أبطالاً من المملكة وأبنائها، فلدينا الموارد البشرية والقدرة بإذن الله عز وجل. في عام 2016 يتوقع كثيرون دخول هذه الرياضة إلى الأولمبياد القادمة في البرازيل وهم البلد المؤسس والمطور ويريدون إدخالها والحصول على شرف ذلك على حسب موقع الاتحاد الأوليمبي، وإن حدث هذا الأمر فأتمنى أن أرى علم بلادي عاليا خفاقا منافسا لا مشاركا كما يفعل كثيرون من بعض البلاد العربية المجاورة.