يفضل عدد من الشباب التدرب فجرا على غير العادة، ليس حبا في الهدوء والسكينة، ولكن خوفا من أعين المسؤولين بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، وعلى الرغم من أنهم لا يمارسون سوى نشاط رياضي معترف ومصرح به في جميع الدول، إلا أن رغبتهم في إشباع هوايتهم تصطدم بقرار يمنعهم من مزاولة الرياضة التي أحبوها داخل السعودية. إنهم فريق غريسي بارا الظهران للجيوجيتسو، ولمن لا يعرفون الجيوجيتسو فإنها لعبة تعني المصارعة اليابانية البرازيلية، وهي عبارة عن فن قتالي يعتمد على الاشتباك وبشكل خاص على الاشتباك الأرضي، ويكشف أحد أعضاء فريق غريسي بارا الظهران محمد العجمي عن معاناتهم والعراقيل التي توضع في طريقهم لمنعهم من ممارسة هذه اللعبة، قائلا: «نحن فئة من الشباب نهوى هذه الرياضة، طرقنا جميع الأبواب ولكن لا حياة لمن تنادي». أصل الجيوجيتسو وبالعودة إلى لعبة الجيوجيتسو أو هذا الفن كما يحلو لمحبيها، فإن أول من بدأها هو اللاعب الياباني ماتسوي ميدا، وكان من أشرس المقاتلين، ونقلها بعده كارلوس جريسي وأخيه الأصغر هيلو حيث عملا معا على توريثها لأبنائهم ومن ثم عملت جريسي على تطويرها، قبل أن تشتهر الجوجيتسو البرازيلية بعدما حقق هويس جريسي انتصاراته الثلاثة المتتالية في بطولة القتال المفتوح لمنظمة ال (UFC) في بداية التسعينيات، بعد ذلك أصبحت الجوجيتسو البرازيلية ركيزة الكثير من مقاتلي ال (MMA) على مستوى العالم. وتعد اللعبة أقدم نموذج يجمع جميع الفنون القتالية، وتعرف أيضاً بأنها أصل الفنون القتالية التي قد تعود إلى الهند، حيث قاموا بتطوير الحركات فيها التي تعتمد على التوازن والقوة، وذلك عند الحاجة لتجنب الاعتماد على القوة والأسلحة. معاناة كبيرة ويوجد أكثر من فريق سعودي في لعبة الجيوجيتسو، لكن فريق غريسي بارا الظهران الذي استمد اسمه من اسم العائلة المؤسسة لهذه الرياضة أبرزهم لمشاركاته المتعددة وإنجازاته الكبيرة رغم أن الظروف فرضت عليه إجراء التدريبات والاستعداد للبطولات بعيدا عن أعين المسؤولين بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، إذ يتدربون في مساحات صغيرة وغالبا ما تكون في ساعات الفجر على ألعاب الأطفال في حدائق البلدية أو بجوار مقصف أحد الأندية الرياضية المعروفة. وفي الوقت الذي ينتظر فيه هؤلاء الشباب أن تصل شكواهم للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، فإن مدير رعاية الشباب بالمنطقة الشرقية، خالد العقير يؤكد أن لديهم تعليمات واضحة من الرئاسة بعدم السماح بممارسة اللعبة داخليا وخارجيا، مرجعا ذلك إلى أن الأنظمة لا تسمح بممارسة أي لعبة ليس لها اتحاد رسمي، مشددا على أنه من يخالف الأنظمة ستتخذ بحقه الإجراءات الصارمة دون أن يكشف المزيد حول هذه الإجراءات. إنجازات وبطولات والمفارقة في مسيرة فريق غريسي بارا الظهران الذي فرضت عليه الأنظمة عدم ممارسة نشاطه محليا أنه معتمد من قبل الاتحاد الدولي للجيوجيتسو، وسبق أن شارك في العديد من المحافل القارية والدولية أبرزها مشاركة اللاعب مسعود في بطولة أوروبا وحصوله على أربع ميداليات ذهبية وفضيتين وبرونزية، وأيضا مشاركة اللاعب محمد عسيري في بطولة العالم في البرازيل، كما حقق اللاعب حمد مناور إنجازا كبيرا بحصوله على الميدالية البرونزية في بطولة الشرق الأوسط في أبوظبي. ووضع الفريق بصمته في بطولة الشرق الأوسط في أبوظبي منذ نسختها الأولى عام 2009م، حيث بدأ مشاركته بسبعة لاعبين فقط وهم: محمد العجمي، محمد المبارك، عبدالرحمن البشي، ضاري الشمري، فيصل الهاجري، أحمد الشمري ومسعود القحطاني، وفي عام 2010م لم يشارك سوى لاعبين من فريق غريسي بارا الظهران ولاعب من فريق جدة، وكانت مشاركتهم مميزة للغاية بعد أن تأهلوا إلى دور ال 16. وبعدها توالت المشاركات والإنجازات. معسكرات خاصة ولم تمنع الظروف الصعبة التي يعيشها فريق غريسي الظهران من مواصلة نشاطه، حيث تحدى ظروفه ومثل المملكة في العديد من البطولات العالمية بمجهود ذاتي من لاعبيه، ودائما ما يركز على المشاركة في البطولات المقامة في أبوظبي نظرا لقوتها وقربها الجغرافي. ويوضح اللاعب محمد العجمي: «اللعبة مكلفة جدا، ونعاني كثيراً من عدم توفر السيولة الكافية لتسديد رواتب المدربين وتكاليف المشاركة في البطولات الخارجية وامتحانات الحصول على الأحزمة (سونار)، وتوفير المعدات الخاصة حتى لا يتعرض اللاعبون للإصابة» ويستدرك قائلا: «لا نريد من أي جهة أن تصرف علينا، وكل ما نتمناه اعتماد اللعبة والسماح لنا بممارستها محليا حتى نطور مستوانا ونسهم في رفع علم المملكة عاليا في المشاركات الخارجية». فريق غريسي بارا الظهران للجيوجيتسو