الرياض – عبدالرحمن الأنصاري الهلال الأكثر صرفاً.. والشهري أغلى لاعب اقتصادي: سياسات الأندية ستقودها للإفلاس أنفقت الأندية السعودية حتى الآن أكثر من 278 مليوناً ومائة ألف ريال سعودي سواء لاستقطاب اللاعبين أو تجديد عقود اللاعبين المحليين والأجانب، علماً أن هذا الرقم لا يمثل المبلغ الإجمالي لصفقات الأندية بسبب عدم إفصاح بعض الأندية عن قيمة بعض تعاقداتها سواء مع اللاعبين المحليين أو الأجانب. واللافت للنظر أن الأندية صرفت كل هذه المبالغ الكبيرة لتدعيم صفوفها على الرغم من عدم وجود راعٍ رسمي، باستثناء الهلال الذي ترعاه شركة موبايلي بمبلغ 80 مليون ريال سنوياً. يحيى الشهري ويعد نادي الهلال الأكثر إنفاقاً في سوق التعاقدات حتى هذه اللحظة حسب موقع سوق الانتقالات الدولية، حيث صرف أكثر من 134 مليوناً و800 ألف ريال سعودي منها 6 ملايين و800 ألف قيمة لاعب أجنبي واحد و128 مليوناً قيمة سبعة لاعبين محليين يتقدمهم ناصر الشمراني وياسر الشهراني ويوسف السالم وعبدالله عطيف وعبدالله الحافظ وفايز السبيعي، إضافة إلى تجديد عقد اللاعب نواف العابد. ويحل في المرتبة الثانية نادي النصر الذي بلغ حجم ما أنفقه إلى الآن أكثر من 69 مليوناً و400 ألف، صرفت منها 12 مليوناً و400 ألف في التعاقد مع لاعبين أجنبيين، بينما ذهب بقية المبلغ (48 مليون ريال) للتعاقد مع لاعب محلي وحيد وهو يحيى الشهري، في حين اكتفى الأهلي بالتعاقد حتى هذه اللحظة مع لاعب أجنبي وحيد كلف خزائنه 30 مليون ريال، وفي الجانب الشبابي أنفقت إدارته 28 مليوناً و650 ألفاً على ثلاثة لاعبين محليين يتقدمهم المهاجم نايف هزازي. صفقات خيالية ناصر القرعاوي وأرجع رئيس المركز السعودي للدراسات والأبحاث ناصر القرعاوي الإنفاق الكبير من الأندية في سوق التعاقدات إلى حرصها على تدعيم صفوفها بلاعبين مميزين، مؤكداً أن مثل هذه الصفقات الكبيرة أثرت كثيراً على خزائن الأندية دون أن تحقق المردود الاقتصادي المنتظر، وقال القرعاوي ل«الشرق»: «مع الأسف الأندية تصرف الملايين دون دراسة، ولو أن هذه الصفقات تمت بناء على دراسات جدوى وخطط قائمة على الاعتماد على اللاعبين الصغار لكان أفضل لكثير من الأندية التي لم تتمكن في السنوات الأخيرة من التقاط أنفاسها بسبب ارتفاع أسعار اللاعبين. ورأى أن التوجه نحو خصخصة الأندية لن يكون له مردود إيجابي طالما كانت هناك معوقات أخرى لا تستطيع الأندية التخلص منها والمتعلقة بمجالس الإدارات أو الداعمين، مشيرا إلى أن مشكلة الأندية الحقيقية فيما يتعلق باستقطاب اللاعبين تكمن في التباهي بقيمة اللاعب رغم أنه لا يؤدي المطلوب منه، وقال: «لكي تكون الأندية في مأمن من الديون أو الإفلاس عليها الاهتمام بالبراعم والناشئين، وبدلاً من أن تصرف 40 مليوناً على لاعب واحد تستطيع بهذا المبلغ وعبر الكشافين أن تؤهل البراعم والمواهب في مدارس كروية بما يضمن لها الاستفادة منهم مستقبلاً، مستشهداً بتجربة المنتخبات السعودية وخصوصاً في عهد المدرب بروشتس الذي نجح في اكتشاف عدد من النجوم الشابة والصغيرة في السن. سوء إدارة وأكد القرعاوي أن نجاح سياسات الأندية لن تتحقق إلا بوضع برامج وورش عمل تستهدف اللاعبين المحليين كما هو حال عديد من الدول ومنها البرازيل التي تأتي عوائد اللاعبين المحترفين في المرتبة الثانية بعد الصناعة في دعم الاقتصاد المحلي، مشيراً إلى أن الوضع في السعودية مختلف تماماً حيث تهدر الأندية سنوياً ما يقارب النصف مليار ريال على لاعبين لا يحققون شيئاً للكرة السعودية. وعد القرعاوي صرف مبالغ كبيرة في سوق الانتقالات هو دليل على سوء إدارة الأندية، واصفاً هذا الأمر بالطبيعي في ظل غياب المتخصصين في الشأن الاقتصادي في إدارات الأندية، وأضاف: «إذا أردنا أن نحرر الأندية من الخسائر ومن الملايين التي تصرف على لاعبين غير منتجين عليهم أن يخضعوا مثل هذه العقود إلى مبدأ الربح والخسارة، والاقتصادي هو من يحدد مدى الربح من هذا اللاعب، أو مدى توفير المال الكافي لخزينة النادي»، وتابع: «لنا في القادسية خير مثال حيث كانت هي من تفرخ اللاعبين للأندية، والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا لا تحذو الأندية هذا النهج»، مبينا أن الاستثمار في اللاعبين يكون ما بين ال 17 عاماً إلى 23 عاماً، وبعد ذلك يقل عطاء اللاعبين ما يجعل الأندية تبحث عن بدلاء يحققون أفضل النتائج. وأشار القرعاوي إلى أن التنافس بين الأندية السعودية والخليجية لاستقطاب اللاعبين والمدربين غير شريف وتسبب في ارتفاع الأسعار في سوق الانتقالات ما أتاح الفرصة للسماسرة في استغلال الوضع لصالحهم ورفع قيمة لاعبين ومدربين لا يقدمون نصف ما يدفع لهم.