حفر الباطن – سلمان الشمري، عبدالرحمن الروضان البلدية: منظر الحي مزعج لقربه من الفنادق والأسواق الحديثة.. والمهندسون يعالجون الوضع بالطريقة الأفضل. رغم التطور الكبير الذي تعيشه محافظة حفر الباطن عمرانياً واستثمارياً إلا أن البلدة القديمة ما زالت تشكل معضلة حقيقية لبلدية المحافظة إذ تحولت هذه المنطقة مع تقادم الزمن والتطور- حيث تتكون من أكثر من 120 منزلاً مشيدة من الطين والأسقف الخشبية بنيت منذ أكثر من أربعين عاماً مضت – لتفرز مشكلات كثيرة أبرزها عدم مرعاة التنظيم عند إنشائها ما شكل طرقات متعرجة ومسارات ملتوية لا يتعدى عرض بعضها ثلاثة أمتار، ولا تتسع لمرور سيارتين في اتجاه معاكس في أكثر الأحوال. التنظيم المفقود ولم يشفع لهذا الحي القديم وجوده في مركز المدينة الحيوي إذ ما زالت شوارعه تتميز بوعورتها لوجود الحفريات والمستنقعات الآسنة ما أدى إلى تشوه المنظر العام وانتشار البعوض ومختلف الحشرات الضارة الأخرى، كما تتخلل المساكن مواقع سقطت من عوامل الطبيعة لعدم تحمل جدرانها هطول الأمطار وهبوب الرياح القوية، ما أحدث فجوات وكهوفاً مظلمة تساعد على تجمع الحشرات بأنواعها والنفايات المتطايرة بفضل الرياح إضافة إلى المخلفات الضارة والمزعجة ما يزيد حجم معاناة المساكن المأهولة التي تلاصقها والقريبة منها، التي في غالبها مساكن لعائلات الوافدين، وكذلك العزاب لانخفاض أسعار الإيجارات فيها. تكاثر العمالة وفي الجولة التي قامت بها «الشرق» على عدد من هذه المباني روى الأهالي أن العمالة السائبة يأوون داخل مخابئها لضمان ابتعادهم عن الدوريات الأمنية والجوازات، وإمكانية مزاولة الأعمال المحظورة والسيئة التي يعاقب عليها القانون، والتجارة غير المشروعة كوجود أوكار لبيع المخدرات بأنواعها، وعصابات تنظيم لعب القمار، وتمرير المكالمات، ومخازن للمسروقات التي يكتشفها رجال الأمن من خلال المداهمات بين الحين والآخر. مساكن مهجورة يذكر أن مساحة حي البلدية القديم يقارب ال 500 ألف متر مربع، ويمتلك المنازل الموجودة فيه مواطنون هجروها وبنوا لهم مساكن في أحياء خارج المدينة، وبقيت هذه المساكن ليستفيدوا منها بتأجيرها للمقيمين. سرعة المعالجة ووصف الأهالي هذه المساكن بأنها تفتقر إلى أبسط وسائل السلامة سواء من ناحية البناء الهزيل والمهترئ والآيل للسقوط في أي وقت إضافة إلى عدم إيصال الخدمات الضرورية إليها منذ أعوام عديدة، ولذلك فإن خطوط التيار الكهربائي التي تم عملها بصورة بدائية وعشوائية تمثل خطراً أكبر لقاطنيها. مطالبين مسؤولي البلدية والتجار المسيطرين على هذه المنطقة بمعالجة وضع هذا الحي الذي أصبح عائقاً يقلق أهالي المنطقة، ويؤثر سلباً على تقدم التطويرات الحالية والمستقبلية. ملكيات خاصة من جهته، أوضح رئيس بلدية محافظة حفر الباطن محمد حمود الشايع ل «الشرق»: إن هذا الحي لا شك أنه معضلة في أي تحرك لمعالجته بصورة لائقة. وقال: إن سبب التأخير في ذلك أن العقارات الموجودة في هذا الحي تعود لأشخاص كملكية خاصة، ما يعيق بعض الإجراءات، وإن بعض الملاك أنشأوا مستودعات وعدداً من البنايات لغرض تأجيرها، الأمر الذي دفع عدداً من مهندسي البلدية إلى التفكير بمعالجة وضع هذا الحي بالصورة الأفضل بأسرع وقت متاح ليواكب التطورات العمرانية التي تشهدها مدينة حفر الباطن. وأضاف قائلاً: نحن حريصون على بذل الجهود لإظهار مدينة حفر الباطن بأجمل وأرقى صورة لكونها واقعة على طرق دولية ويؤمها أعداد كبيرة من السياح في موسم الربيع إضافة إلى مرور كثير من المسافرين منها، ومنهم مَنْ يقيم فيها للتبضع أو الاسترخاء لفترة محسوبة لرقي واستقبال أهلها لكل مَنْ يستضيفونهم. مبيناً أنهم لا يألون جهداً في سبيل تطوير جميع الأحياء القديمة سواء في وسط المدينة أو الداخلة ضمن النطاق العمراني. وقال: إن منظر هذا الحي مزعج حقيقة لقربه من الفنادق والأسواق الحديثة. منازل البلدة القديمة باتت آيلة للسقوط