كشف مصدرٌ عراقي مسؤول ل«الشرق» أن السلطات في بلاده ستُصدر خلال اليومين المقبلين مرسوماً بالعفو عن بعض السجناء السعوديين، على أن تُنقَل بقيتهم إلى المملكة ليُتمُّوا محكومياتهم فيها. وستبدأ زيارة الوفد السعودي المكلف بمتابعة أوضاع السجناء إلى العراق غداً الأربعاء، على أن يُعاد من سيتقرر إتمامهم محكومياتهم في المملكة بعد انتهاء الزيارة. ويصل عدد السجناء السعوديين في العراق إلى 55 سجيناً، 19 منهم في سجن سوسة وسجين واحد في الناصرية والبقية في بغداد، ويتبقى فقط المحكومون بالإعدام وعددهم خمسة، إلى جانب موقوفين مازالوا رهن التحقيق أحدهم سوري كان مقيماً في المملكة ويُدعى حيدر نجم. حصر الأعداد من جانبه، أصدر وزير العدل العراقي حسن الشمري، أمراً بحصر أعداد السجناء السعوديين في السجون العراقية ووضعهم جميعاً في سجن واحد وهو سجن «الرصافة – 1» من أجل تسهيل مهمة اللجنة السعودية – العراقية التي ستقوم بتهيئة ملفاتهم بداية من يوم غدٍ الأربعاء وتقديمها لرئيس الوزراء نوري المالكي، ووزير العدل العراقي ورئيس الوفد السعودي الدكتور أحمد السالم، خلال اللقاء الذي سيجمعهم منتصف الأسبوع المقبل. جاءت هذه الترتيبات بعد توقيع محضر بروتوكولي بين وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، ووزير العدل العراقي خلال زيارة الأخير للمملكة. وبحسب المصدر، فإن هناك إجراءات تتم على الأرض هذه الأيام بهدف التهيئة لتبادل السجناء السعوديين والعراقيين والعفو عن بعضهم في أسرع وقت، ليكون ذلك هدية للشعبين قبل شهر رمضان. وضع المحكومين بالإعدام وحول وضع المحكومين بالإعدام، قال المصدر إنه لا توجد أي اتفاقية بين الطرفين السعودي والعراقي تتعلق بوضعهم حتى في إطار جامعة الدول العربية «لكن هناك كلمة وعد من رئيس الوزراء العراقي بأنه سيناقش وضعهم عندما يلتقي الوفد السعودي منتصف الأسبوع المقبل بناءً على اقتراح قدَّمته السفارة العراقية في الرياض بالتعاون مع وزارة الخارجية السعودية قبل ثمانية أشهر تقريباً»، حسب تأكيد المصدر. وبموجب الاقتراح، سيقوم وفد سعودي بزيارة العراق وسيستقبله رئيس الوزراء ورئيس البرلمان للنظر في أحكام الإعدام الصادرة بحق السجناء السعوديين والعراقيين في كلا البلدين، وإعادة النظر فيها لتخفيفها أو لإعادة المحاكمات، وهو ما وافق عليه نوري المالكي. وأوضح المصدر أنه رغم التفاؤل الكبير بخصوص المحكومين بالإعدام، إلا أن هناك إجراءات قانونية في العراق قد تحدُّ من سلطة رئيس الوزراء في تخفيف أحكامهم أو إعادة النظر فيها، وقدَّر سلطة رئيس الوزراء في هذا الملف بنسبة 80% وسلطة وزارة العدل ورئاسة الجمهورية ب20%، وتابع أن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت لإنهاء مجموعة مسوِّغات قانونية. المحامي ثامر البليهد: العراق سيُؤجِّل إعدام خمسة سعوديين إلى حين إعادة النظر في ملفاتهم الدمام، الطائف – علي آل فرحة، عناد العتيبي أفاد رئيس لجنة المعتقلين السعوديين في العراق في مجموعة الجريس للمحاماة ثامر البليهد، بأن الإفراج المنتظر صدوره من قِبَل السلطات العراقية عن السجناء السعوديين لن يشمل المعتقلين المحكوم عليهم بالإعدام، وهم خمسة معتقلين: عبدالله عزام القحطاني، شادي الصاعدي، بدر عوفان الشمري، علي حسن الشهري، محمود سيدات الشنقيطي، مشيراً إلى أن السلطات العراقية وعدت بعدم تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحقهم حتى يتم النظر في قضاياهم. وبيَّن البلهيد أن 55 معتقلاً سعودياً سيتم عرضهم على اللجنة الطبية في بغداد للتأكد من سلامتهم صحياً. وذكر ثامر البليهد أنه، تزامناً مع إجراءات عودة السجناء السعوديين من العراق، تكشَّف أن سجيناً سعودياً يُدعَى أحمد الصلبي موقوف في بغداد منذ تسعة أشهر وحتى الآن رغم دخوله العراق بطريقة نظامية وعن طريق مطار بغداد الدولي. وأوضح البليهد أن الصلبي دخل العراق قبل تسعة أشهر برفقة أبنائه وزوجته العراقية بغرض زيارة أهلها في الموصل، وأنه وصل بغداد قادماً من مطار الدوحة، ولكن تم احتجازه فور وصوله ليوقع بعدها أوراقاً رسمية تفيد بعدم علاقته بالإرهاب. وتوقَّع رئيس لجنة المعتقلين السعوديين في العراق عودة الصلبي ضمن قوائم المفرج عنهم من السجون العراقية.