توفي فجر أمس مدرب كربلاء، أحد الأندية المشاركة في الدوري العراقي لكرة القدم، وذلك بعد ستة أيام من تعرضه لاعتداء بالضرب من قبل عناصر الشرطة المعنية بحفظ النظام في المدينة «120 كم جنوباً» بعد انتهاء إحدى مباريات فريقه. وذكر رئيس مجلس إدارة نادي كربلاء، أحد أعرق الأندية العراقية، محمد ناصر، أن «المدرب محمد عباس فارق الحياة فجراً متأثراً بحالة الاعتداء القاسي الذي تعرض له من قبل عدد من عناصر الشرطة المعنية بحفظ النظام». وأضاف ناصر: «تم تشييع المدرب الراحل عصر أمس في أجواء شعبية ورسمية مهيبة ووُورِي الثرى في مقبرة المدينة». وكان الراحل محمد عباس «50 عاماً» تعرض في الثالث والعشرين من الشهر الجاري لاعتداء من قبل عناصر من الشرطة بعد انتهاء مباراة فريقه مع الجوية ضمن المرحلة الرابعة والعشرين من الدوري المحلي، وذلك إثر تدخله لفض اشتباك بين تلك العناصر وعدد من اللاعبين، أدى إلى تعرضه لكسور في الجمجمة وإلى نزيف. وكان عباس غادر العراق عام 1993 ثم استقر في هولندا وحصل في ما بعد على الجنسية الهولندية، وقدم إلى مدينة كربلاء منذ ما يقارب عاماً في إطار مبادرة شخصية منه للإشراف على تدريبات الفريق المحلي الذي يعاني من ضائقة مالية حادة تعذر بسببها التعاقد مع أي مدرب آخر. وأوضح رئيس إدارة نادي كربلاء في وقت سابق أن «الأجهزة الأمنية في المدينة ألقت القبض على عدد من المتورطين في حادث الاعتداء ويتم الآن التحقيق معهم». وحادثة الاعتداء هذه تعد الأولى من نوعها في الملاعب العراقية، وقد جوبهت باستنكار شديد من قبل المؤسسات الرياضية العراقية والأندية التي انسحبت فرقها من المرحلة الماضية من المسابقة المحلية تضامناً مع المدرب الراحل.