لا أستخدم المبيدات الحشرية في بيتي إلا في أضيق الحدود؛ فإضافة إلى سُمية المبيدات -خصوصاً عند استخدامها في الأماكن المغلقة كالمنازل- فهي تقضي على بعض «سكان المنزل» الذين لا يُرحب بهم في أغلب الأحيان رغم فائدة وجودهم وأهميتهم! والنمل الذي لا يقرص هو أحد هؤلاء الساكنين؛ وهو نوع صغير أسود نسميه جنوباً ال«نش»! فهو أفضل عامل نظافة نشيط على الكرة الأرضية يعمل على مدار الساعة دون كلل ولا ملل! يساعده على ذلك نظام استشعار بالغ الدقة للتوجه لأصغر قطعة سكر أو أي حشرة ميتة فقمّها وتطهير المكان ذاتياً! إنها مطهر طبيعي نقضي عليه جهلاً بدعوى النظافة والتخلص من الحشرات! المبيدات قد تكون نافعة ولا غنى عنها؛ ولكن المبالغة في استخدامها مضرٌّ وقاتل! وله تأثيرات سلبية بالغة السوء ليس أقلّها الإصابة بالعقم والأمراض المستعصية! والمشكلة أننا لا نستطيع الفكاك منها أبداً؛ فالفواكه والخضراوات وجميع المنتجات الزراعية تكاد لا تخلو منها؛ نأكلها فتنتقل السموم لأجسادنا التي لا تحب الرياضة لميلها للكسل اللذيذ! ومن الصعوبة بمكان مراقبة المزارعين عند رش تلك المبيدات! خصوصاً العمّال الذين لا يدركون الخطورة الكامنة خلف تلك المبيدات فيرشونها بإفراط لزيادة الإنتاج طمعاً في زيادة الأرباح! أو يقطفون الثمار مباشرة بعد «الرش»؛ وسلبيات الإفراط في استخدام المبيدات ليس في سُميتها والقضاء على بعض الحشرات النافعة فقط، بل وفي سلب الخضار والفواكه نكهتها و«حلاوتها» الطبيعية! ولعل المزارعين أول من يدركون هذه الحقيقة؛ ف «تفاحة» اليوم ليست بذات أصالة «تفاحة الأمس»! لا في شكلها؛ ولا طعمها و«لذاذتها»؛ ولا حتى في رائحتها التي تتشابه كثيراً ورائحة العطر! وكذا البرتقال و«الرمّان»! وربما لهذا السبب –وأسباب أخرى- يشتاق الناس ل«ثمار الجنّة»!