بيروت – ميشلين مخلوف الأولوية «للأجنبي» وتقديم فيلم لبناني كخوض الحرب بعد أن قدَّم عدداً من الأعمال الفنية المصورة مع مجموعة كبيرة من نجوم الوطن العربي، قدَّم المخرج اللبناني سليم الترك منذ فترة ليست ببعيدة فيلمه السينمائي الأول في العالم العربي على طريقة ال 3D الذي حمل اسم «My last valentine in Beirut». عن رؤيته للسينما اللبنانية وتشبيهه خوض التجربة بأنها حرب، ورده على الانتقادت والأخذ والرد الذي طاول العمل وغيرها من الأمور تقرأونه في هذا اللقاء مع الشرق. * قدمت منذ فترة ليست ببعيدة الفيلم السينمائي الأول لك my last valentine in Beirut ماذا تخبرنا عن هذه التجربة؟ - إنتاج فيلم سينمائي في لبنان شبيه بخوض معركة.. فالأمر مكلف جداً، إذ إن الدولة لا تدعم، وصالات السينما لا تعطي فرصة للعرض. وكأنك تبنين بناية على غير أرض، وبعد أن تنتهي منها يتبين أن الأرض التي تريدين إنشاءها عليها غير موجودة! الأفضلية عندنا -مع الأسف- للفيلم الأجنبي، لأنه لا يأتي لهم بالأرباح فيسمحون بعرض الأفلام اللبنانية لأسبوعين وبعدها يقتلعونها من أساسها، وهذا وقت غير كافٍ ليأخذ الفيلم حقه من النجاح. * ما الحل برأيك؟ - على الدولة أن تتحرك، لكن مع الأسف الفن في آخر أولوياتها. لديها أمور أهم لتهتم بها «كهرباء، استقرار، ضمان». يمكنهم أن يعيشوا بلا سينما لكن لا يمكنهم العيش بلا خبز، الفن هو واجهة البلد، وعندما يكون في أحسن حالته فهذا يدل أن أهله مرتاحون، وعندما يكون في أسوأ حالته فهذا يعني أن التركيبة غير صحية وغير سليمة ..في مصر مثلاً هناك أفضلية للفيلم المصري ويتم حصر عرض الأفلام الأجنبية في صالتين فقط، كي يحفظوا حق فنانيهم ويشجعوا الممولين على تكرار التجربة، وبالتالي دعم هذا المنتج أكثر فأكثر. كذلك في المغرب هناك المسرح القومي الذي تقوم الدولة بتمويله على الرغم من أنهم يعرفون أنه لن يحقق الأرباح إذ يُعد الدخول إليه شبه مجاني، لكن الفن بالنسبة لهم ذاكرة وطن عليهم المحافظة عليها. عاملياً «بان كي مون» جلس مع مغني «غانغام ستايل» وناقشه وتحدث معه حيث لمس كَمْْ كان له من تأثير على جيل الشباب على الرغم من أنه لم يقدم أي تحفة فنية. حرصهم الشديد على الفن الذين ينظرون إليه على أنه مرآة للمجتمع ويؤثر سلباً أو إيجاباً في المجتمعات يجعلك تكتشفين مدى تقدم مجتمعهم وتطوره. * انتقادات كثيرة طالت الفيلم بِمَ ترد عليها؟ - على الرغم من كل الانتقادات وكل الإيجابيات في الفيلم لم ينظروا إلا إلى السلبية وكتبوا عنها. قدمت أول فيلم 3d في تاريخ السينما اللبنانية والعربية. عملاً سيدخل التاريخ لأن كل من سيسأل عن أول من قام بهذا الأمر سيُذكر اسمي. سجلت اختراعاً باسم بلدي بكاميرات نحن صنعناها ولم أطلب من أحد أن يهنئني، لكنهم في المقابل اتصلوا بي ليبلغونني بأن هناك من دعوى مرفوعة ضدي. أشعر بأن المجهود يذهب سُدى ولا يوجد شيئ مشجع في هذا البلد. فالفنان أو الكاتب أو المخرج يعد المواطنين كعائلته وإن صنع إنجازاً يفرح إن شاركته عائلته الاحتفال بما تحقق، لكن إن لم يفعلوا فهو يشعر باليتم ويفرح بنجاحه وحيداً. * هل ندمت على التجربة؟ - لا لم أندم وسأستمر في تقديم الأفلام.. سعيد جداً لأنني أدخلت نفسي وفريق العمل الذي بذل جهوداً مضنية لسنتين في التاريخ وحققنا وحدنا هذا الإنجاز، وفخور بأن اسمي موجود في هذا العمل، لكن في الوقت نفسه أنا حزين على هذا البلد!! فكل من قدم أفلاماً لبنانبة من أفضلها إلى أسوأها شاركوا في مهرجانات وسجلوا نجاحات في الخارج وهنا المشكلة الكبيرة. كل نجاحات اللبناني تسجل في الخارج بينما عندنا نصدر فيلما يمنع من العرض. لو انطبق هذا الأمر علي وحدي لكنت قلت هناك أمر خطأ فعلته لكن أن ينطبق هذا الأمر على الجميع فهناك علامات استفهام كبيرة توضع. * أتقصد الرقابة؟ - ما يحزن أنه لا علاقة للأمر بالجهات الرقابية إنما بجهات نقابية. وهذا ما يجعلنا نتساءل لمَ أحصل على إذن بالعرض ما داموا غير قادرين على فرض قرارهم؟ * ما هو تقييمك للسينما اللبنانية اليوم؟ - تجارب حزينة لأنها فردية! كل من يعشقها يركض بشغف ليقوم بمبادرة لكن عندما لا يلقى التشجيع يقول لم أستثمر في هذا القطاع؟ لذا بتنا لا نضع السوق اللبناني في حساباتنا وعندما نخطط للعمل، بل نبحث عن ممول أجنبي يسوق الفيلم في مختلف أنحاء العالم، بعدها إن وجدت له فرصة العرض في لبنان فيكون ذلك بادرة إيجابية والناس عندها تستطيع أن تتابع العمل. هذا ولا ننسى الحالة غير المستقرة في لبنان التي تجعل المستثمرين يهربون. هذا لا نحكيه فقط على صعيد الاستثمارات الفنية بل الاقتصادية والسياحية وغيرها. لقد باتت المشاريع السهلة التي تدر الأرباح هي التي تسود اليوم مع الأسف. اذهبي إلى الجامعات تجدين الطلاب الموهوبين الذين يمتلكون الأفكار والإبداع لكن فرص انطلاقتهم ضئيلة، وهذا يمكن أن يكون مقصوداً إذ يريدون لنا إبراز الصور السخيفة عن المجتمعات العربية. أيعقل ألاَّ يبقى في الدنيا سوى برامج الهواة! * كيف تفسر ظاهرة هذه البرامج؟ - الفن والتجارة لا يلتقيان على الموجة نفسها. نقدم هذه البرامج لنجني الأرباح ولا نقدم قيماً فنية إلى المجتمع! فإن كان هدفهم فنياً بحتاً فلم لا يساعدون طلاب الكونسرفاتوار ومن أمضوا سنوات في دراسة الفن، ولم يجدوا منبراً ليعبِّروا عن أنفسهم؟ في النهاية كل يعمل وفق مصلحته لكن هل هذا فن أم لا؟ ..هنا السؤال. * ماذا عن تحضيراتك الجديدة؟ - هناك كثير من المشاريع التي تحضر منها إنني أحضر لتقديم مسلسل تلفزيون من كتابتي وإخراجي سيكون اجتماعياً وجديداً لناحية الطريقة الدرامية التي سيتناول بها… هذا ما يمكنني الإفصاح عنه الآن لأن العمل ما زال في مرحلة التحضير السرية لكن من المفترض أن يعلن عنه أواخر العام الجاري.