عندما نتكلم عن انتشار إيذاء الخادمات للأطفال نظل نهاجم الخادمات بأنهن لسن مؤهلات ولا يمتلكن القلوب المليئة بالرأفة على أولئك الأطفال، لكن للموضوع زاوية مهمة لم يلق أحد لها بالاً أو اهتماماً. وفي هذا السياق أقول: إن هذه الخادمة عندما تأتي للعمل إما أن تكون ذات خبرة أو لم يسبق لها العمل، فإن كانت ذات خبرة سابقة فلا نستطيع الحكم على ما كانت تتعلمه سابقاً وأتت به الآن من طرق التعامل مع أطفالنا، أما إن كانت جديدة في التعامل مع الأسر السعودية فهذا ما أردت طرحه وهذه هي الزاوية التي أردت أن أتطرق إليها، لقد رأيت في مجتمعنا أمهات يضربن أطفالهن وقد يصل الضرب لضرب مُبرح أمام أعين هذه الخادمة التي تتأثر وتظن أنه أمر عادي وأيضاً تتمادى به وتجده الأسلوب الأمثل للسيطرة على (شقاوة) الأطفال التي تزعجها. هي لا تعرف ثقافتنا وطرق تعاملنا مع الأطفال وهناك من هم قُساة ومن هم لا يستطيعون التحكم بغضبهم حتى مع الأطفال. ما الذي يجعل الخادمة تظن أن عنفها أمر خاطئ إذا كانت معاملة الأهل والأم على وجه الخصوص عنيفة؟ أنا أعمم هذا الأمر على جميع الأسر، ولا أبرئ جميع الخادمات، فقد تكون الخادمة هي الأخرى أتت من أسرة عنيفة ولم نُعلمها أن أسرنا مختلفة عما كانت تعيشه لكني أحببت لفت انتباهكم لتلك الزاوية لأنها ليست بالأمر الهيّن.