تكابد المبتعثة آيات علي فراق وليدها ذي السبعة أشهر، حيث منحتها الدولة فرصة الابتعاث إلى مصر لدراسة الطب البشري بجامعة المنصورة منذ ما يقارب الستة أعوام، تخللها الكثير من المواقف التي لا تُنسى على حد قولها، وتقول» كان تقبلي لأمر الغربة في بدايته صعبا جدا، لم أعتده إلا بعد مرور مدة زمنية طويلة، خاصة وأني لم أكن أنوي الابتعاث بعد تخرجي من الثانوية، إلا أن رغبة والدي في رؤيتي كطبيبة دفعتني لذلك، فوددت تحقيق هذه الأمنية التي أراها أقل ما يمكنني تقديمه لهما، وأضافت» مررت بمواقف عصيبة لا تُنسى؛ أكثرها صعوبة ولادتي في مصر بعيدا عن أمي وزوجي، حيث اعتنت بي بعض الصديقات اللاتي يسكن معي في شقة مستأجرة، إلى أن جاءني زوجي بعدها بأربعة أيام بسبب ضغوط عمله، ولا يمكنني نسيان وقفة زميلاتي الأخوية معي ما حييت».وتعبر آيات عن شوقها لطفلها الذي يعيش مع أم زوجها في السعودية فتقول» قمت بوضع الطفل عند أم زوجي خوفا عليه من الأوضاع المربكة في مصر من مظاهرات وغيرها، إضافة إلى حاجته للرعاية، وتقيدني ظروف دراستي بالغياب لفترات طويلة، فرأيت أن من الأفضل أن يبقى قرب ذويه بأمان، وتابعت» مشتاقة لطفلي كثيرا وبحاجة لضمه ورؤيته، خاصة وأن عمره الآن سبعة شهور، وآخر مرة رأيته فيها كان يبلغ عمره شهرين». و أشارت آيات إلى بعض الصعوبات التي رافقتها وزميلاتها في الغربة، من أهمها محاولة المسؤولين عن الشقة التي يستأجرونها زيادة المبلغ عليهن باستمرار، لعلمهم بأنهن مبتعثات تابعات لبرنامج الابتعاث الذي وضعه خادم الحرمين الشريفين، ويتقاضين مكافآت شهرية، مبينة استياءها من استغلال حاجة الطالبات، وتقول» قمت وزميلاتي بتغيير مكان إقامتنا أربع مرات حتى الآن؛ بسبب ابتزازنا من قبل المسؤولين عن الشقق، فيقومون برفع المبالغ وتخييرنا بالبقاء أو ترك السكن، إضافة إلى رفع ثمن الماء والكهرباء». كما نوهت آيات إلى أنها تسعى للحصول على الامتياز من السعودية، وتقول» رغم حبي لأرض مصر وشعوري بالانتماء لها على مدى سبعة أعوام، إلا أني أتوق للعودة لوطني والاستقرار إلى جوار زوجي وطفلي، ويكفيني الاغتراب والابتعاد عن أهلي إلى هذا الحد»، وأضافت» لكنني في نفس الوقت لا أدري كيف يسعني ترك هذه البلاد بعد أن اعتدت هواءها ونيلها، وأشعر بالاشتياق منذ الآن، و أوضحت استفادتها من الغربة في تكوين علاقات اجتماعية مع عدة جنسيات مختلفة، عربية وغربية، إضافة إلى أنها كسبت صديقات كن بمثابة الأخوات لها في الغربة».