بعد إعلان الأمر الملكي القاضي بتغيير موعد عطلة الأسبوع لتكون الجمعة والسبت بدلاً من الخميس والجمعة، ذهبت فوراً إلى موقع التواصل الاجتماعي الشهير «تويتر» حيث أكبر تجمُّع «شعبي دائم» يمكن من خلاله قراءة انطباع الشارع عن أي قرار، وردة الفعل «العفوية» تجاه أي قضية، وإن كان لا يُعتمد عليه كاستفتاء إلا إنه لا يمكن تجاهله لقياس الرأي العام. فور الدخول لمعمعة «تويتر» وجدته كما توقعت حيث امتُشقت «الهاشتاقات» التي لم تخلُ كالعادة من «المزاج السعودي الجديد» الصانع للنكتة بعدما كان مستورداً لها فقط، واكتشف في مواقع التواصل الاجتماعي حسَّه الساخر الظريف. في الجهة «الجديَّة» كان الخبر غير مفاجئ للجميع ربما لأنه كان متوقعاً؛ إذ تم طرحه من قبل ومناقشته في مجلس الشورى وتم اعتماد توصيته، وأيد ذلك كثير من المتخصصين الشرعيين، لهذا كانت التعليقات تتماهى مع كونه «خبراً جديداً» أُعلن عنه وليس كحدث مفاجئ، فلجأ المغردون إلى التعاطي معه من زوايا ساخرة وإسقاطات لا تناقش الخبر بذاته، بل تستخدمه كإسقاطات ساخرة وذكية على قضايا أُخرى قد تكون بعيدة عن مضمون الخبر، فمغرد ساخر أبدى تعاطفه مع يوم السبت وتمنَّى أن يكون إعفاء السبت «بناءً» على طلبه، نظير ما قدمه من خدمات طوال هذه السنوات، فيما تساءل آخر عن مصير أُغنية محمد عبده الشهيرة «ليلة خميس»، أما في الذاكرة الشعبية وفي الشعر العامي تحديداً فكانت هناك قصائد تُردَّد دائماً، فشاعر «موظف حكومي بالتأكيد» كان يتمنَّى: «ليت الليالي كل أبوها ربوعِ»، بالتأكيد هذا الزميل لا يتمنى أن تحقق أمنيته الآن، أما الشاعر الآخر فكان يرى النقيض، فليلة السبت هي الأكثر جدية «دايم مواعيد المطاليق بالسبت**وميعاد سودان الوجيه الربوعي»، فهو يرى أن السبت هو الأهم، فغالباً من يعدك يوم السبت هو شافع سينجز لك «غرضاً» عند جهة «حكومية» أما من يعدك بيوم الأربعاء فهم «سودان الوجيه» كناية عن رفقاء السوء الذين ينتظرون الأربعاء للسفر واللهو.. وبالعودة للمغردين فقد نعى أحدهم «الصديق أبو لطمة»- كما أسماه- وحلَّ شقيقه الأحد نيابة عنه.. أما أنا شخصياً فتقبلت الأمر ببهجة، وذلك لسببين أولهما: أنه سيكون لدي تغيير وسأجرب متعة التأقلم مع الأحد الجديد، وثانيهما: وهو الأهم أنني سأغيظ العاملين في «الشرق» الذين لم ولن يجربوا متعة مشاكسة روتين الدوام!