يقضي 167 طالباً وطالبة من الموهوبين والموهوبات يومهم في خوض تجارب صممتها أرامكو السعودية بالشراكة مع مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهبة والإبداع خصيصاً للطلاب المتميزين في المرحلة الثانوية من جميع مناطق المملكة ضمن برنامج «أتميز»، الذي يستمر أربعة أسابيع، ليكتشف من خلاله الطلاب والطالبات مواهبهم. ويبدأ الطلاب كل يوم في السابعة والنصف صباحاً، ويستمرون حتى التاسعة مساءً، في برامج متنوعة تعتمد على التعليم بالترفيه في مجالات لم يسبق للطالب أن تعلمها على مقاعد الدراسة، مقسمة إلى مسارات يختار منها الطالب ما يوافق ميوله ليبدأ مسيرة أربعة أسابيع يصفها بعض الطلاب بالمثيرة والخلاقة، ومن هذه المسارات الهندسة والتقنية، وبرامج أخرى إثرائية في مجالات العلوم والرياضيات، وغيرها من المجالات، وقد خُصصت فصول للطلاب، وفصول أخرى للطالبات. «الشرق» بدأت جولتها بمسار الهندسة الذي تصمم فيه الطالبات جسراً يحاكي الجسر الحقيقي بمقاييسه الحقيقية، ويختبرن فيه مقاومته للزلازل والظروف الأخرى، بينما تصمم الطالبات في مسار التقنية روبوتاً حقيقياً يقمن ببرمجته بالاستعانة ببرامج وتطبيقات يقمن بتركيبها بأنفسهن، وبذلك يصنعن روبوتاً مبتكراً تنسب حقوقه لهن. وفي مسار الرياضيات، يقف أربعة طلاب في وسط الفصل يحملون حبالاً لتنفيذ تمرين فك العقدة الذي يعتمد على المعادلات الرياضية لفك عقدة الحبل، حيث يصف أحد الطلاب التجربة في هذا المسار بأنها تبدو صعبة في البداية، إلا أن المتعة في تطبيق التمارين عملياً تجعلها سهلة جداً. وفي مختبر مسار العلوم المختبرات المخصص للفحص الجنائي، يحاكي الطالب تجربة جريمة حقيقة يحلل من خلالها الحمض النووي للمتهمين للوصول في النهاية للمجرم الحقيقي، وفي جانب آخر من المختبر يتم تطبيق الطب السريري، حيث يتدرب الطلاب على كيفية قياس الضغط، وتحليل السكر. وفي جولتنا، التقينا طالبات من مسارات مختلفة، ومنهن حصة الخليفي التي اختارت مسار العلوم «فضلت استغلال وقت الإجازة لأستمتع بمسار الطاقة، وحصلت على معلومات مهمة وجدتها جميلة ومسلية، كما تعرفت على طالبات وأصبحنا صديقات»، أما زميلتها إيمان عبدالهادي فحبها لمادة الرياضيات جعلها تختار مسار الرياضيات «أريد أن أعود إلى المدرسة في العام المقبل بمعلومات وأفكار جديدة، ووجدت الدراسة هنا ممتعة تنمي الموهبة، حيث توجد رحلات وبرامج ترفيهية تبعد الملل، ولو عرض عليَّ البرنامج في العام المقبل فلن أتردد في الموافقة على دخول التجربة مرة أخرى»، أما زميلتها سعاد القرني فاختارت مسار التكنولوجيا، ووجدته مجالاً ممتعاً، حيث إن برمجة الأجهزة الحديثة متعة لا تضاهيها متعة «بطبيعتي، أحب أن آخذ من كل بحر قطرة، وألا أحصر نفسي في مجال واحد، وفكرة صناعة روبوت وبرمجته ليقوم بمهام معينة تعتبر خلاقة، وقد عرضوا لنا تجربة مسابقة الروبوتات العالمية». سارة محيي الدين المغلوث حكت عن تجربتها بحماس، وأكدت أنها تعيش عالماً من الخيال «اخترت مسار التكنولوجيا، وكوني أحب الرياضيات، أردت تصميم برنامج كمبيوتر خاص بالرياضيات، إلا أن مسار الهندسة لفت انتباهي، لأني أردت شيئاً فيه نشاط، فتعلمت بناء الجسور بأقل تكلفة وجودة أكبر». وأكدت سارة أنها كل يوم تستفيد من كل دقيقة تقضيها في البرنامج، حتى برامج الترفيه، من غوص وركوب خيل، تعتبرها مثيرة، وتطبق فيها كل ما تدرسه يومياً. وفوجئ الطلاب أثناء عملهم بزيارة رئيس شركة أرامكو السعودية، وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس خالد الفالح، الذي تجول بين الفصول، واستمع إلى شرح من الطلاب عن تجربتهم في البرنامج، وعما استفادوه.