دبي – عبدالله الغنمي نرفض وجود الإخوان في دبي حتى لو كانوا من دول مجلس التعاون. الجماعة ألَّبت بعض الخليجيين على الدول التي احتضنتها. لم أكن في حاجة إلى كثيرٍ من الوقت للالتقاء بالقائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان، كان التنسيق قبل يومٍ واحدٍ فقط من اللقاء، الذي كان حريصاً هو على أن يتم في مكانٍ عام، في أحد مطاعم دبي في منطقة جميرا قرب منزله. لم أرصد أي تكلفٍ من قِبَل الفريق خلفان، كنت أرغب في اطلاعه على محاور الحوار، لكنه لم يكن مكترثاً، وقال: اسأل وأنا سأجيب، فلم يرفض أي سؤال، ولم يعترض على أي فكرة طوال اللقاء، تحدث عن الإخوان ودول الخليج وأزمات المنطقة، أكد أن لديه مشكلة مع فكر الإخوان واتهمهم بالتخطيط للإطاحة بالأنظمة الخليجية في عام 2016، وإلى نص الحوار: * لماذا تُحارب الإخوان؟ هل كرَّست نفسك لمواجهة فكرهم؟ نحن سبق أن استقبلنا الإخوان مع الأسف الشديد، وكانوا فلولاً، لكن السؤال: ألم يكن استقبالنا لهم بكل ترحيبٍ وحفاوة؟ لكن هم شكلّوا خلايا، هم لا يرددون نشيد بلادنا أو حتى بلادهم، إنما كانوا يرددون نشيد حسن البنا: «إنه البنا حسن»، فألبوا بعض أبناء الخليج على الدول التي احتضنتها ووضعتها في وظائف ومسؤوليات، وكما قال عبدالستار المليجي -إخواني مصري منشق- فإن معظم الإخوانيين الذين حضروا إلى الإمارات جاؤوا بشهادات مزوَّرة ليست لها علاقة بالمعاهد الإسلامية، وقبل فترة كانت لي محاضرة في البحرين تحدثت فيها عن مهددات الأمن الخليجي، وذكرت أن الإخوان أحد هذه المهددات، لأن عندي معلومة من مصدر مخابراتي في دولة أجنبية مفادها أنهم يخططون للإطاحة بالأنظمة الخليجية في عام 2016، وعندما أعلنت هذه المعلومة أصبحت عدواً للإخوان، وأنا أقول لهم إن كان لديهم كلام غير ذلك فليُعلنوه. * هل للإخوانيين اجتماعات سنوية أم ماذا؟ هم يجتمعون في تركيا ويقررون ماذا يفعلون، وهم ليسوا مخترقين من الدول الخليجية فحسب، بل هم مخترقون من كل العالم، وأنا لا أقول إنهم سذج، لكن إن تقرأ مذكراتهم في مصر مثلاً تدرك أنهم يعلمون أنهم مخترقون، وللعلم أنا أقول: ليست لدي مشكلة شخصية مع أحدٍ منهم، أنا مشكلتي مع هذا الفكر. * برأيك هل يستخدم الإخوان الإسلام ليصلوا إلى ما يريدون؟ هم يقولون إنهم جماعة إسلامية، الآن حضروا للحكم في بعض الدول ثم قالوا ليس لنا دخل بالحريات الشخصية ولم يتغير شيء في تلك الدول، يقولون إنهم سيحكمون بما أنزل الله فلما وصلوا للحكم لم يحكموا بما أنزل الله، وهنا السؤال: لماذا لا يضربون المثل بأنفسهم ويطبقون ما يقولونه من أجل أن يوافقهم الناس؟ * هل تقبل الحوار مع الإخوان كفكر؟ لقد تحدث علماء أفضل من ضاحي خلفان ومشائخ أجلاء على رأسهم الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- عن فكر الإخوان، وقال ابن باز إنهم يكفرون خلق الله، وأنا حضرت محاضرة لعبدالستار المليجي وسمعته يقول إنه إخواني منذ أربعين عاماً، وذكر في محاضرته أن الإخوانيين لا يفقهون في شيئين، هما: السياسة والدين، وأن السواد الأعظم منهم ليسوا خرِّيجي تخصصات دينية وشرعية، إنما يأخذون الدين من خلال القراءة في المكتبات.وأنا أقول: ليس لي دخل أن يكون الإخوان في السلطة سواء في مصر أو في تونس، لكن أن يأخذوا البيعة في دولٍ أخرى فهذا مرفوض، وأحمد المنصوري قبل تركه الإخوان قال إنه من غير المستساغ أن تكون هناك بيعة للإخوان في الإمارات، أنا أقول للإخوانيين ليس لكم دخل في بلداننا، وأقول هذا الكلام بصفتي الشخصية. * لو جاء أحد مشايخ الإخوان ليُلقي كلمة في دبي، هل تأذن له وأنت في موقعك الوظيفي؟ نحن بيننا وبينهم قطيعة، ومَنْ نعرف أنه إخواني نعيده إلى المكان الذي أتى منه حتى لو كان من دول مجلس التعاون الخليجي، وأنا أقول: «الإخواني لا يجينا». * هل الإخوان خطر على الخليج؟ هم كانوا يتصدرون المشهد، واليوم أثبتوا أنهم من فشل إلى فشل وأنهم يبحثون عن الكراسي، والمسلم الصحيح إذا قاتل من أجل الولاية فليس فيه خير. * ما هي معلوماتك عما يجري حالياً في المنطقة؟ هناك مَنْ يعمل على صنع فتنة بين الشيعة والسنة، وبعد أن يقوى صف السنة يُضرَب المفاعل النووي الإيراني وتكون حرباً شبيهة بحرب العراق، وتُهدَر أموالنا في الخليج في شراء كثير من الأسلحة، لتصب المليارات في خزائن الغرب ونخرج نحن والإيرانيون خاسرين فيما الرابح هما إسرائيل والغرب، هذه المعلومات موجودة عندي، وأسأل الله ألا تكون صحيحة.