نال علي محمد يوسف العباد من قرية الطرق شرق الأحساء، شهرة واسعة في محيطه، بعمله في الخرازة، وقد صنع أكبر حذاء «زربون»، من ليف النخيل في تسع ساعات فقط، يتعدى طوله المتر، وعرضه 80 سنتيمتراً، فيما تعدى ارتفاعه النصف متر، كما أنه صنع أكبر حذاء «زبيري»، يبلغ طوله متراً، وعرضه نصف متر. وبيّن أنه تعلم الخرازة من أحد الخرازين في قريته، وكان يراقبه في طفولته ويتعجب من حرفيته وسرعته، وبقيت هذه الصور في ذاكرته، وما أن أصبح في عمر ال 15 عاما، حتى وجد نفسه يميل للعمل في هذه المهنة، فاستغل حبه للخرازة وبدأ بالتجربة والتطبيق، حتى أصبح بارعاً في صنعها. وبيّن العباد أن العمل في هذه المهنة غير مكلف، إلا أن دخلها المادي واسع، وبها من الخير الكثير، ولا يحتاج خلال عمله إلا مخرازاً ومكرا وصندلة ومسامير أحذية ومطرقة ومقصاً ومشرطاً و»سكروب» ومشمع تلبيس، وهي أدوات لا تكلف إلا 150 ريالا. وأشار العباد إلى أن أستاذه في المدرسة شجعه كثيرا حين وجده ميالا لهذا العمل المميز، وقد شارك في مهرجانات عدة، أولها كان في دبي مع فرقة السيالة؛ حيث كان يصنع أحذية الزبيري، بعدها شارك في مهرجان الجنادرية، من خلال صناعة الزرابيل من ليف النخيل، وكذلك بصناعة الخف من الجلد، الذي يرتديه غالبا محبو رحلات البر، وهو مشهور بلبسه من قبل البدو، ليقيهم من الحرارة ولدغ العقارب، كما كان يلبسه الأجداد قديما لحماية أقدامهم من الحرارة والشوك، خاصة في فصل الصيف. وأكد العباد أنه بارع في تصنيع عديد من الأشياء من ليف النخل، مثل براميل القمامة وعلب المناديل، التي حازت على إقبال كبير من الناس.