كان الناس في معظم بلدات نجد يلبسون في الشتاء أحذية تسمّى زرابيل. من صُنع محلّي، وهي جلد قوي مبطن من الداخل بالصوف الأصلي. منه أنه يجلب الدفء للقدم، ومنه أنه يحفظ الأصابع من الاصطدام بشيء صلب في فصل الشتاء، ويؤذي إذا انجرح في فصل الشتاء ويؤلم. ذاك النوع من الصناعة، مع افتقار شكله إلى التناسق والشكل الجذاب إلاّ أنه كان متيناً ومتحملاً، ويؤدي الغرض وهو الدفء. ويثير فضولي، وربما فضولكم، أن زمننا الحالى جعل من "الجلد الأصلي" تحفة، أو شيئاً نادراً وغريباً وثميناً. فصرنا نقرأ إعلانات مجلات الموضة وهي تعرض شنطاً نسائية "جلد أصلي" وتدعو الرجال إلى شراء محافظ ثمينة "جلد أصلي" وبيوت الموضة العالمية تحدثت عن الأحذية المصنوعة من جلد أصلي. حتى حقائب السفر، قال عنها صانعوها إنها تحفة نادرة.. صُنعت من الجلد الأصلي 100%.Real Leather والشاعرالأعرابي الذى أراد أن يغضب معن بن زائدة، الذي اشتهر بحلمه فعايره قائلاً: أتذكر إذ لحافك جلد شاةٍ وإذ نعلاك من جلد البعيرٍ الآن الجلد صار بريقاً فى دعايات اقتناء البضائع ذوات الأثمان الباهظة.