«لماذا يهرب السعوديون في المناسبات؟!» سؤال يتبادر إلى الأذهان دائما عندما يستغل السعوديون أي إجازة للهرب من البلاد والسفر إلى خارجها حتى في أكثر المناسبات حميمية وعائلية ووطنية كالأعياد الدينية واليوم الوطني الذي يأمل جميعنا أن يصادف أي يوم من أيام الإجازة الأسبوعية لننعم بإجازة نهاية أسبوع طويلة نتمكن خلالها من قضاء وقت أطول في أحد البلدان المجاورة أو حتى القريبة كدول الخليج أو لبنان أو مصر!. أنهرب لأن مؤسساتنا الترفيهية لا تجيد الاحتفال أو لأن نوعية احتفالاتنا لم تعد تواكب تطلعات جيل الشباب الذين تغيرت حاجاتهم وتغيرت الوسائل التي ترفه عنهم؟! ونحن عندما نتكلم هنا عن الوسائل فإننا نشير إلى الوسائل «النظيفة» بكل تأكيد، الوسائل التي لا تخالف الدين الحق ولا تعاليمه السمحة التي نعرف حدودها دون وسيط، الوسائل التي لا تمس الآخرين بأذى والممنوعة لسد ذرائع لا تقنع أحدا!. أظن أن من المؤسف ومن المحزن أن نحتفل بكل مناسبة تسعدنا خارج البلاد لأن الاحتفال بهذه المناسبات والتعبير عن سعادتنا بها يمنع بشكل أو بآخر لأسباب لا تفهم. نحن قادرون على التعبير عن الفرح برقي وتحضر «إن اعتدنا على الفرح»، لكننا سنظل نمارس الفرح بهمجية إن لم نعتد التعبير عنه والاحتفال به! نحن نستحق فعلا أن نحظى باحتفالات شعبية ووطنية تنظمها الجهات المسؤولة بصورة أكثر فرائحية، فتزيين الشوارع بالمناسبات وتعليق لوحات التهاني لم يعد يكفي ولا أظن أنه بات يسرنا! نحن بحاجة إلى مهرجانات حقيقية تكسر رتابة مدننا وتميز بعض الأيام عن بعضها.. مهرجانات تشعرنا بأن مدننا مازالت حية، بدلا من أن نهرب منها إلى بلاد مجاورة تنبض بالحياة!