عبرتْ من فوق رأسي غيمةٌ … لونُها أبيضُ صافٍ كحمامةْ عبرتْ مسرعةً في خطوِها .. قلتُ: مهلاً لو سمحتِ يا غمامة أين تمضينَ أما أبصرتِني؟ … أتَّقي الشمس بأطراف العمامة أمطري من مائك الطاهرِ كي … تنتشي الروحُ وتنزاحُ السآمة أوْ، فَقِيني من لظى الشمس التي … نخرتْ جسمي ولم تعتقْ عظامَه ضحكتْ منِّي ورَدَّتْ غيمتي: … يا صديقي لا تُحمِّلْني مَلامَة ليس لي ظلٌّ وما بي قطرةٌ … ليس مني لكَ نفعٌ أو سلامة إنني مُفْرَدةٌ لا حولَ لي … وسأمضي ليس في وُسْعي الإقامة علَّني أدركُ باقي إخوتي … ثم نأتي ديمةً ذات قَتامة لنغيثَ الأرض بالمُزْنِ التي … هطلُها يجعلُ في الأرض علامة تتركُ الوديانَ تجري أنهرا … ويعمُّ النفعُ أرجاء اليمامة غابتِ الغيمةُ عنِّي فترةً … ثمَّ عادتْ وعلى الثغرِ ابتسامة «أوفيتُ الوعدَ «؟ قالتْ غيمتي … قلتُ : أي والله يا ذات الشهامة قد رويتِ الأرضَ لكنَّ فؤا … دي المُعنَّى ما ارتوى غيرَ الندامة فأغيثي قلبيَ المُضْنى عسى … بِعميمِ الغيثِ تَشْفينَ سُقامه !!