إن كان هناك جائرة لأفضل إدارات الأندية في المملكة كالجوائز السنوية لأفضل اللاعبين فتستحقها بلا منازع إدارتا الاتحاد والفتح، الإدارتان قدّمتا درساً إدارياً ليس على مستوى الرياضة فقط بل لكل التخصصات والمجالات. على عكس ما نسمعه دائماً من تذمّر رؤساء الأندية من قلة الدعم المالي، وأنّ الرئيس هو الوحيد الذي يصرف على النادي من جيبه الخاص!، ويضطر لشحاذة التمويل من أجل النادي!؛ اهتمّت إدارتا الاتحاد والفتح بتحسين بيئة العمل داخل النادي والتطوير بصمتٍ في ظل الإمكانيات المتاحة، وابتعدتا عن افتعال الصراعات مع الأندية الأخرى، واختلاق الأحداث لإبعاد أنظار الجماهير عن الأسباب الحقيقية للفشل والإخفاقات. تعاملت الإدارتان مع اللاعبين باحترافية ودون تفرقة، ما صنع «الفريق النجم» بدل فرق «النجم الواحد» أو ربما أكثر من نجمٍ، سلطتهم أعلى من سلطة الإدارة وبإمكانهم إفشال الفريق والمدرب أو إنجاحه متى ما رغبوا وتكتّلوا. ما يميّز الفتح الثبات والاستقرار الذي عملت عليه الإدارة سنوات طويلة، فحافظت على المدرب واللاعبين وهيأت لهم مناخاً إدارياً مستقراً ومالياً معقولاً جعلهم يفضّلونه زاهدين في العروض المليونية الجماهيرية، وما ميّز الاتحاد جرأة القرارات والإصرار على التغيير الإيجابي الذي لم توقفه تهديدات واقتحام النادي من قبل مشجعين غاضبين، فحصدوا في نهاية الموسم الشكر بدل اللوم والمحبة بدل الكراهية.