منصور أربابسيار الرياض، طهران – محمد الغامدي، أ ف ب الخارجية الإيرانية تشكِّك في استقلال القضاء الأمريكي عن الأهداف السياسية. صالح النملة: طهران لديها مشروع للهيمنة على العالم الإسلامي. هاجمت إيرانالولاياتالمتحدة بعد صدور حكم بالسجن لمدة 25 عاماً على أمريكي من أصل إيراني بعد إدانته بالتآمر لقتل السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، واعتبرت أن الحكم يندرج في «مشروع معاداة إيران». وحُكم على منصور أربابسيار (58 عاماً) أمس الأول الخميس، بالسجن 25 عاماً بعد أن اعترف بالتهم الموجهة إليه في أكتوبر الماضي، وهي التآمر مع عناصر من الحرس الثوري الإيراني لاستئجار قتلة من عصابة مافيا مكسيكية لقتل السفير السعودي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس أراقشي، أمس الجمعة، إن الحكم هو «خطوة أخرى في إطار المشروع الأمريكي لمعاداة إيران». وأضاف أن «هذا يثبت أن الأهداف السياسية تؤثر في استقلال النظام القضائي الأمريكي»، مشككاً في قانونية الحكم، ومعتبراً أن أربابسيار يُحتجَز في «ظروف غير إنسانية وغير مقبولة». واعتُقِلَ أربابسيار، بائع السيارات السابق، في سبتمبر 2011 في مطار جون كينيدي في نيويورك، ما أدى إلى توتر ديبلوماسي بين واشنطنوطهران. ووُجِّهَت التهم إليه وإلى متهم آخر في القضية هو غلام شاكوري العضو البارز في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي لايزال طليقاً. من جانبه، علَّق وكيل وزارة الثقافة والإعلام للثقافة الدولية الدكتور صالح النملة، على بيان «الخارجية» الإيرانية، بالقول إن العلاقات الدولية لا تعترف بعداوة مستمرة أو بصداقة مستمرة. واعتبر الدكتور النملة، في تصريحٍ ل»الشرق» أمس، أن الاستراتيجية الإيرانية تعتمد على الرغبة في أن تكون إيران دولة مهيمنة في المنطقة، وخصوصاً في الخليج والمنطقة العربية. وأضاف «طهران ترى أن لديها مشروعاً للهيمنة على العالم الإسلامي، وتستهدف أن تكون القوة التي تتحدث باسم المنطقة على مستوى المساحة الدولية». وتطرق الدكتور النملة إلى ما ورد في بيان «الخارجية» الإيرانية عن الولاياتالمتحدة، قائلاً «واشنطن ليست لديها صداقات دائمة أو عداوات دائمة، فهي دولة عظمى، هي تريد التحكم في مفاصل المناطق الاستراتيجية وفي القوى السياسية والاقتصادية العالمية لامتلاك أوراق يمكن استخدامها حينما يبدأ النزال الحقيقي مع منافستها بكين، وكذلك عندما تسعى لفرض بعض آرائها وأفكارها على القارة الأوروبية». ولفت وكيل وزارة الثقافة والإعلام للثقافة الدولية إلى «جوانب تتجاذب فيها إيران سلباً وإيجاباً مع الولاياتالمتحدة». وأوضح «إيران تنافس الولاياتالمتحدة من جانب، ولكن لديها بعض النقاط التي قد تتقارب فيها معها، أمريكا لن تسمح لإيران بالهيمنة على المنطقة، ولكنها قد تستخدمها لإضعافها وإيجاد حرب بين دولها، والهدف منها هو إفقار المنطقة بأكملها ودفعها إلى مزيد من النفقات العسكرية». واتهم النملة إيران بأنها تلعب دوراً في إضعاف المنطقة بشكل كبير «وهذا يخدم إسرائيل، بل قد يؤدي إلى تقسيم المنطقة إلى دويلات»، حسب توقعه، واصفاً إيران بأنها «عدو يسهُل استفزازه، وبالتالي يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل استثمار هذا الحصان الإيراني الجامح الذي يتصرف دون عقل في سوريا». ورأى النملة أن نظام طهران وحزب الله وقعا في فخ سوريا «الذي سيستنزف الجميع»، وفق رؤيته، ورأى في ذلك خطأ سياسياً لكون أغلب دول المنطقة تختلف مع إيران وحزب الله في الرؤية. سفارة المملكة في واشنطن: الحكم رسالة ضد الساعين لتعكير المجتمع الدولي واشنطن – واس رحَّبت سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة بالحكم الصادر ضد منصور أربابسيار (الأمريكي من أصل إيراني) بالسجن 25 عاماً لإدانته بالتآمر لاغتيال السفير عادل بن أحمد الجبير. وقالت السفارة في بيانٍ لها أمس «إن الحكم الصادر (الخميس) يعدّ خطوة أخرى على الطريق نحو تحقيق العدالة وإرسال رسالة بالوقوف بشدة ضد من يسعون إلى تعكير النظام في المجتمع الدولي من خلال الانتهاكات الصارخة للقوانين الدولية والقيم والأخلاق الإنسانية».