أوضح الباحث الشرعي الدكتور عبدالعزيز الزير، أن هناك رقاة امتهنوا «الرقية الشرعية» بعد عجزهم عن الحصول عن وظيفة، فهي أصبحت مهنة من لا مهنة له، مشيرا إلى خطر ذلك على أفراد المجتمع، وأضاف »بعض الرقاة عاطلون عن العمل، ويتجهون إلى الرقية بداعي الكسب المادي، رغم جهلهم بها، فكثير منهم يؤدون الرقية الشرعية دون رجوع إلى علم شرعي، مشيراً إلى أن منهم من استطاع أن يبني لنفسه مستقبلاً مادياً ضخماً من خلال هذا المهنة، خاصة مع إقبال الناس على الرقية. وأشار إلى أن عدداً كبيراً منهم يدخل على النساء دون وجود محرم، وينسى قول الر سول صلّى الله عليه وسلّم (ماخلا رجل بإمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما) وكثير من النساء يتهافتن على الرقاة بدون أي تثبت، بمجرد سماعهن أن فلاناً يقرأ، يذهبن إليه مباشرةً وأحياناً يسافرن إليهم في مدن غير التي يسكنها. وقال» هناك رقاة استغلوا هذه الأمور في ابتزاز النساء، ورجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لهم جهود ملموسة وواضحة للحد من الدجالين والكاذبين، وأشار إلى اعتقاد بعض الناس، بأن الراقي هو الشافي المعافي وهذا يمثل خطراً كبيراً على العقيدة. وأكد الزير أن غياب الرقابة على مثل هؤلاء الرقاة جعلهم يلبسون ثياب الاستقامة والخير أمام مرتاديهم، وقال» علاج هذه المشكلة صعب، لأن مجتمعنا يحتاج كثيراً من التوعية بضرر مثل هؤلاء الرقاة، ويجب أن نعلم أن القرآن والأدعية المأثورة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم خير علاج للإنسان، ونتذكر قول الله تعالى (وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولايزيد الظالمين إلا خسارا)، فلو ربينا أنفسنا وأبناءنا على مثل هذا المبدأ، فلن نسمح لأحد باستغلالنا»، مبيناً أن التوعية بخطر مدعي الرقية ضعيف جداً، وأضاف» كنت يوماً راقياً شرعياً، ويعلم الله أني لم أطلب من أحد مقابلاً مادياً على رقيتي، فلم أبتغ غير رضا الله، وبعد أن عرفني الناس عُرض علي من شخصيات معروفة، فتح استراحة لاستقبال المراجعين، فرفضت بشكل قطعي، وجعلت الأمر مقتصراً على رقية أقربائي فقط».