قال اختصاصي المناهج العامة وتقنيات التعليم الدكتور بادي الشكرة، إن نسبة رسوب الطلاب في المرحلة الابتدائية تقلصت بعد تحول النظام من الاختبارات إلى التقويم المستمر بنسبة تتراوح من 75إلى 80 %، وأضاف «مستوى الرسوب أقل بكثير من النظام القديم، ولكن ذلك لا يعطي دلالة علمية للمقارنة بين النظامين، وعلى الرغم من الاجتهادات الشخصية والآراء المعارضة إلا أن ذلك ربما يعود لسوء التطبيق وليس للتطبيق نفسه». وأوضح أن الحكم على نجاح أو فشل أي تجربة يعتمد على وجود هيئة تقويمية مستقلة، مثل هيئة تقويم التعليم، أو أي جهة محايدة من بيوت الخبرة المتخصصة في دراسة وتحري نجاح أو فشل التجارب التربوية التي يفترض أن تشخِّص فيها مثل هذه المشاريع بأدوات محكمة وفي وقت ومدة زمنية محدودة وفي نطاق لعينة مُمثلة للمدارس وليست انتقائية. وأشار الشكرة إلى أن منظومة التعليم العام لها أسس تعتمد النجاح والإخفاق، وتابع «لا يمكن لنا أن نقنن الرسوب كنسبة حتمية، ولا بد من بلوغها لأن هدفنا في الأساس هو إحداث التعلم، وبمجرد ما نتحقق من بلوغ هذا الهدف فنحن بالفعل نكون قد حققنا تعليماً يتماشى مع التوجه نحو عصر جديد يعتمد مع أهداف المجتمع المعرفي، والتوازن المبني على تكامل أدوات المعرفة في المدرسة وخارجها، أي في إطار المنهج الرسمي وكذلك المنهج المعرفي وكافة روافد المعرفة». ويرى أن نظام التقويم له مزايا من الناحية التربوية، وبه تم استبعاد طرق ووسائل الغش التي تنعكس على سلوك المتعلمين، وتستمر كسلوك سلبي مكتسب من الأنماط التقليدية للتعليم الذي تمثل في ظهور أوجه من الفساد الوظيفي والإداري الذي يؤثر على مستقبل بناء الوطن. وذكر الشكرة أن كافة الاختبارات التحصيلية لها سلبيات منها، إيجاد أجواء من التوتر لعدم تمتعها بمواصفات الاختبارات المقننة، لافتاً إلى أن نظام التقويم متميز ويتوافق مع التوجهات التربوية الحديثة التي تركز على البعد الإنساني وتؤكد على التقويم البنائي والتعلم الذاتي، وأضاف «يجب ألاَّ ننسى أن إسقاط التصنيفات على المتعلمين وفق مستويات ربما توجد أثراً سلبياً على التعلم والنمو المتوازن، وبالنسبة لوجود أخطاء في التطبيق لا تعني بالضرورة وجود خلل في المشروع بقدر ما تبين وجود حاجة لتمهير القائمين على التطبيق». و أكد الشكرة أن القائمين على أدوات المنهج لا يتمتعون بالمؤهلات الفنية الدقيقة من ناحية التخصص والمؤهل العلمي العالي، مما يكون له أثر سلبي في نظام التقويم المستمر، مبيناً أن وضع الاختبارات التحصيلية في نهاية كل مرحلة تعليمية لإيصال المراحل التعليمية ببعضها وللاستفادة وظيفياً من الشهادة التي يحصل عليها الطالب.