هل قام الإعلام بواجبه تجاه توعية المستهلك.؟ للإجابة عن هذا السؤال يقول د. محمد عبيدات رئيس الاتحاد العربي للمستهلك (إن النظرة المتعمقة لواقع الإعلام في مجال الاستهلاك تشير إلى شيوع حالة من الفوضى وعدم التخصص أو الفهم الدقيق أو الصحيح لقضايا الاستهلاك والاستخدام والشراء). ومن خلال نظرة سريعة لمقالات منشورة بالصحف والمجلات أو حديث المقابلات بالإذاعات والمحطات التلفازية أو الكلام المنشور بالمواقع الإلكترونية، يتبين التخبط في الأقوال تارة وعدم دقة أو صحة الكلام الذي يقال تارة أخرى بالإضافة إلى شيوع أو سيطرة الكلام الإنشائي المغلف بالعموميات والتسطيح للقضايا المطروحة في الأغلبية الساحقة من المقالات والمقابلات وغيرها. فضلا عن ميل عديد من الكتّاب وبعض الإعلاميين للكتابة في كل شيء (من السياسة للتربية والتعليم للاقتصاد والزراعة والسياحة وأحيانا مواضيع إنشائية حول قضايا المستهلك والأمثلة عديدة. وهذا الأمر أدى إلى انتشار عقلية الشخص الخبير في كل شيء (خبير في الغذاء، خبير في الدواء خبير في الصحة ومرات أخرى ناشط في مجال البيئة أو حماية المستهلك أو الزراعة…. الخ) وأؤكد هنا أن الأغلبية العظمى من الذين يطرحون أنفسهم كخبراء أو نشطاء في هذا المجال وبالنظر لخلفياتهم العلمية والتأهيلية ووفق تخصصاتهم ومقادير المعرفة حول هذا الموضوع الذي يتكلمون به هم ليسوا خبراء أصلاً، حيث إنهم يتكلمون بالعموميات والسطحيات والشكليات فقط. مع الأسف الشديد أدت وتؤدي هذه الظاهرة الإعلامية إلى تشويه وتشويش آراء ومواقف المستهلكين حول القضايا التي تهمهم.