أطلق قرابة مائتين من رجال الأعمال والمديرين التنفيذيين في كبرى الشركات الفلسطينية والإسرائيلية خلال اجتماعهم على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأحد الماضي في البحر الميت بالأردن مبادرة لكسر الجمود السياسي وإنقاذ حل الدولتين لإنهاء النزاع بين الشعبين. ووفقاً للمبادرة فإن رجال الأعمال سيستخدمون نفوذهم في مجال الأعمال التجارية لإقناع القادة من الجانبين لبدء مفاوضات جادة بهدف التوصل إلى اتفاق سلام. منيب المصري رجل الأعمال الفلسطيني البارز كشف النقاب ل«الشرق» عن عقد اجتماعات سرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين لبلورة المبادرة قبل إخراجها للنور. وقال المصري إن اجتماعات سرية كانت جرت بين شخصيات مستقلة بالقطاع الخاص الإسرائيلي والفلسطيني برعاية منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس وجنيف والقدس، لكسر الجمود السياسي وحث القيادات على إنهاء الصراع لا إدارته»، نافياً أن تكون المبادرة تسعى لتحقيق سلام اقتصادي أو تطبيع مع إسرائيل. وأشار إلى أن الخروج من الظرف الراهن سيمكنهم كرجال أعمال من استخدام زخمهم الاقتصادي للضغط باتجاه تحقيق السلام، وأوضح أن المبادرة لاقت إقبالاً فلسطينياً وإسرائيلياً كبيراً، مبيناً أن مطلع العام القادم سيشهد ضغطاً على السياسيين من خلال الديبلوماسية العامة والزيارات المكوكية بين واشنطن وتل أبيب ورام الله». ويرى المصري أن الفلسطينيين سيستفيدون من المبادرة باتجاهين، الأول أن كبرى الشخصيات الإسرائيلية ومشغلي الأيدي العاملة ودافعي الضرائب في إسرائيل سيواجهون سياسة حكومتهم وسيدعونها لإنقاذ حل الدولتين قبل تعرض اقتصاد إسرائيل لكارثة، فيما يمثل الاتجاه الثاني التزام القطاع الخاص الإسرائيلي بعدم تنفيذ مشاريع اقتصادية قبل تحقيق حل الدولتين. وعقب المصري على اتهام بعض الفلسطينيين لهم بالتطبيع مع إسرائيل بالقول: «نواجه الشكوك والمخاوف من الذين لا يؤمنون بأهمية الرأي العام الإسرائيلي ويعتقدون أنه من الواجب مقاطعته، لكننا نعتقد أن مصارعة الرأي العام الإسرائيلي نضال سلمي كالنضال ضد الاستيطان والجدار». واعتبر أن اختراق الشارع الإسرائيلي لإطلاعه على نصوص المبادرة العربية كمرجعية أساسية في عملية السلام سيدفع الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الدولي إلى الابتعاد عن مغريات الاقتصاد واللجوء إلى حل سياسي يدعمه المبادرون. وبين أن منتدى الاقتصاد العالمي يجري تنسيقاً دائما مع الدول العربية المحورية في عملية السلام كمصر ودول الخليج العربية والأردن ليكونوا على اطلاع دائم بمجريات المبادرة.