يقول الأمين العام لمجلس الشورى في هذه الصحيفة أمس؛ إنه وزع تعميماً يحث الأعضاء على عدم التوسع في الحديث مع وسائل الإعلام حول ما يصدر من قرارات حتى يصدر بشأنها قرارات من مجلس الوزراء حتى لا ترفع سقف التوقعات لدى المواطنين!! السادة الأعضاء: من قال لكم -أصلاً- إن توقعاتنا مرتبطة بما تتحدثون به لوسائل الإعلام؟ صدقوني العكس هو الصحيح تماماً؛ فتصريحاتكم -مع كامل الاحترام- لم تعد تعني لنا شيئاً سوى ملء فراغ في صحيفة يومية، وهي ليست مغرية إلى الدرجة التي يصبح فيها التصريح مُنتظراً أو فارقاً. السادة الأعضاء: نحن نعيش عصرنا الذي لا تعرفون عنه كثيراً، ونتعامل معكم في حالات كثيرة كعقبة كأداء ندعو الله مخلصين ألا تمر عليها بعض المقترحات والمشاريع كي لا تتعطل في منتصف الطريق بنوم عضو أو سرحان آخر، أو بتقرير طويل ومفصل عن زيارة -لا تهمنا- لأحد برلمانات العالم!! السادة الأعضاء: عندما يسمع الناس أن مجلسكم الموقر يناقش قضية مهمة يضعون أيديهم على قلوبهم؛ خوفاً من أن يتمخض النقاش في النهاية عن توصية بتفضيل حليب الأم على الحليب الصناعي، أو الموافقة على إنشاء مدرسة أهلية؛ مع أنه لا رابط أبداً بين حليب الأم والمدرسة الأهلية إلا عندكم. خلاصة الخلاصة: الناس المرتاحين لا يمكن أن يشعروا -فعلاً- بمعاناة الكادحين وغير المرتاحين، ولذلك فلن يغير التعميم بعدم التوسع في الحديث لوسائل الإعلام من الأمر شيئاً؛ ببساطة لأن المواطن لم يعد يثق في تصريحاتكم، ولكم كامل الاحترام الذي لا يلغي حقنا في العتب.