يحيط الخطر ب «مركز ترميم مخطوطات المسجد الأقصى»، من كل جانب رغم وجوده في أولى القبلتين، ويضم المركز بين زواياه الرخامية تاريخ الأرض والإنسان، والدخول إليه أمر ليس سهلاً، فالعاملون فيه من الفلسطينيين يدركون أنهم في دائرة الاستهداف من قبل إسرائيل؛ لأنهم يحرسون ويرممون تاريخ مدينة القدس الذي لم يذكر فيه اسم إسرائيل نهائياً. مواد وأدوات مختصة بالترميم جُلبت من إيطاليا بوساطة اليونسكو، ودخلت المركز بعد ثلاث سنوات من حجزها من قبل إسرائيل على ميناء أسدود. عشرة فنيين يعملون ليلاً ونهاراً داخل المركز لإعادة ترميم التاريخ الفلسطيني وسط أجواء عالية من التركيز والصمت والحذر الشديد، والتخوف من اقتحام الجنود الإسرائيليين للمركز. رئيس دائرة المخطوطات بالمسجد الأقصى الدكتور ناجي بكيرات قال ل «الشرق»: إن هذا المركز يقع داخل المدرسة الإشرافية المملوكية بالمسجد الأقصى، التي تم ترميمها لتتناسب مع طبيعة المخطوطات كموروث تاريخي، وأضاف إن المخطوطات تعود أصولها إلى الفترة المملوكية والعثمانية. وتتناول هذه المخطوطات ثلاثة عشر موضوعاً، منها الفقه وعلوم القرآن والتاريخ والسيرة والحديث والفلك والرياضيات. وكشف بكيرات النقاب عن وجود 624 سجلاً أصلياً للمحكمة الشرعية بالقدس كان يؤرخ فيها تاريخ القدس والمنطقة، مبيناً أنها تعود إلى ما قبل 600 سنة ويحتفظون بها داخل الخزانة الحديدية بالقبة النحوية بالأقصى، إضافة إلى المصاحف القرآنية ومخطوطة أصلية للإمام الغزالي. وأشار إلى أن المركز يحتوي على 4000 مخطوط، فيما نقلت بعض الوثائق المهمة التي تسعي إسرائيل لسرقتها إلى جامعة القدس عام 1980 ووضعت في قسم إحياء التراث الإسلامي. وأوضح أن العائلات المقدسية لديها 1400 مخطوط تقريباً، أما على مستوى فلسطين، فيوجد 10000 مخطوط وأكثر موزعين على الجامع الحنبلي والجزار ونابلس والخليل. ونفى بكيرات أن تكون إسرائيل سرقت ورقة واحدة من مخطوطات المركز، مستدركاً بالقول إن: العصابات الصهيونية سرقت مكتبة المخطوطات في حيفا وصفد ونقلت مخطوطات وخرائط ثمينة في غاية الأهمية متعلقة بالتراث العربي الإسلامي خلال نكبة 48. وكشف النقاب عن أن أرشفة المخطوطات تتم بشكل إلكتروني من خلال تصويرها ونقل ما نسخ منها خارج المركز لتخزينها في أماكن سرية، وأشار إلى أن التراث محمي من اليونسكو بموجب اتفاقية جنيف. معتبراً أن تخوفهم حالياً من الحفريات التي قد تدمر الأقصى بالكامل . يذكر أن خبراء اليونسكو منحوا مركز المخطوطات بالأقصى الدرجة الرابعة على مستوى العالم من حيث الأهمية والموقع والفريق الفلسطيني المدرب على الطرق الحديثة لعمليات الترميم نتيجة تعقيدها. مخطوطات قيد الترميم مدير المركز ناجي بكيرات وأحد الفنيين .. وبعد الترميم مخطوطة قديمة بين يدي فني العمل على ترميم مخطوطة مجموعة من المخططات بعد الترميم