أظهر استطلاع للرأي في تونس، نُشِرَت نتائجه أمس الإثنين، تقدم رئيس حركة نداء تونس، الباجي قائد السبسي، على رئيس الحكومة المستقيل، حمادي الجبالي، في نوايا التصويت للانتخابات الرئاسية المقبلة، إذ حصل الأول على نسبة 51.2 % مقابل 48.8 % للثاني المنتمي لحركة النهضة الإسلامية. وأفاد الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة «3 س للدراسات»، أن 33.8 % من المشاركين أعلنوا نيتهم التصويت ل «نداء تونس» مقابل 29.9 % لحركة النهضة إذا أجريت الانتخابات البرلمانية الآن، فيما حلَّت الجبهة الشعبية كثالثة في نوايا التصويت بنسبة 11.6 %، والجبهة هي ائتلاف يضم 12 حزباً يسارياً وقومياً تشكل بعد انتخابات 23 أكتوبر 2011 التي تصدر الإسلاميون المشهد السياسي بموجب نتيجتها. ويُذكَر أن الباجي قائد السبسي أعلن في وقتٍ سابق نيته الترشح لرئاسة الجمهورية، ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط التونسية بين مؤيد ومنتقد لهذا الإعلان من طرف رئيس الحكومة السابق وزعيم «نداء تونس» الحالي، خاصة مع تجاوزه سن الثمانين، ما جعل بعض المحللين يعتبر إعلانه عن الترشح للرئاسة مجرد مناورة سياسية لا غير؛ لأن السن القصوى للترشح التي سيحددها الدستور المقبل ستحول بينه وبين مسعاه، إضافةً إلى أن قانون تحصين الثورة سيحرمه – حال تمريره برلمانياً- من الممارسة السياسية للرئاسة لأنه تحمل مسؤوليات رسمية في أوائل حكم زين العابدين بن علي. ويتهم الإسلاميون «نداء تونس» بأنها «امتداد سياسي» للنظام الحاكم في تونس قبل الثورة. وفي السياق نفسه، بيَّن استطلاع الرأي الأخير أن 32 % من المشاركين عبروا عن عدم رضاهم عن أداء الحكومة مقابل 30 % عكس ذلك. وسبق لأكثر من مسؤولٍ حكومي أو منتمٍ لأحزاب الائتلاف الثلاثي الحاكم أن اعترف بتراجع شعبية هذه الأحزاب مرجعاً ذلك إلى أعباء الحكم وثقل تركة المرحلة الحالية ومتطلباتها، إضافة إلى الانشقاقات التي عرفها حزبا المؤتمر والتكتل شريكا النهضة في الحكم الحالي. أما فيما يتعلق بقطاع الإعلام الذي عرف جدلاً واسعاً بعد الثورة، فعبر 66 % عن رضاهم عن أدائه في المرحلة الحالية مقابل 28 % عكس ذلك. وفي استطلاع رأي آخر أُجرِيَ على شبكة الإنترنت وسط هذا الشهر، وتحديداً بين يومي 16 و18 مايو، احتل حزب نداء تونس المرتبة الأولى ب 38.75 % من نوايا التصويت، وحلَّت حركة النهضة في المرتبة الثانية محرزة 33.18 %، ثم الجبهة الشعبية ب 10 % من مجموع المصوتين، أما في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية فحلَّ الباجي قائد السبسي أولاً وتلاه حمادي الجبالي ثم رئيس الحكومة الحالي علي العريض.