سأستعرض اليوم تفاهات مجتمعية لا تزال تنصب شراكها في المجتمع وترميه في أحضان الجهل والتخلف ولن أبالي بمن يغيظه ذلك لأن التفاهات باتت جزءاً من أسلوب حياة السواد الأعظم لدينا ومنها: ما إن تدخل طريقاً سريعاً لدينا باحثاً عن مَعلم أو محفل علمي أو مناسبة ذات قيمة تفاجأ بإعلانات «الأرز والمكرونة» وقد ملأت جنبات الطريق عاكسة لدينا «أزمة كروش مجتمعية غارقة في القدم وتتزايد يومياً» عرسان يتسابقون لحجز قاعات الأفراح وأسرهم تتغنى بالهدايا والبذخ وبعدها بأشهر يصدم العريس «الداهية» و«عروسته» الفاضلة بأنهم لا يجدون «ثمن» فرش المنزل ويظل الفقر والعوز متربصاً بهم وبحياة بدأت بأخطاء «تافهة» وتفاهة حقيقية. شباب يقودون سيارات فارهة بنظام التأجير وتجدهم يقترضون ضعف ثمنها شهرياً بسبب قلة الراتب مصرين أن يسايروا «تفاهة» التنافس الأرعن في سيارات هم لا يمتلكونها أصلاً. والبنوك تتفرج عليهم. ثقافة «التنافس في العمران» متلازمة تافهة لأغلب مجتمعنا يشيدون المباني بالديون ولا يفرحون بحياتهم إلا على مشارف الموت.. ليس طمعاً في مسكن ولكن إرضاء لغرور مجتمعي غريب وتافه.. لأن بناء العمائر حديث مشترك في مجالسنا بدءاً من كيس الإسمنت وانتهاء باستلام المفتاح.. وبات حديثهم عنها يتجاوز أذكار الاستغفار والتسبيح. من تفاهة المجتمع أنه يستقبل أي مؤثر ويعممه وكأن المؤثر تعميم وزاري قدم إلى فرع إدارة حكومية.. بعض التافهين يعممون كل ما يحدث في المنازل والشوارع بينما محاذير الشر وسطهم وهم غافلون عنها مما يوظف لديهم تفاهة الغفلة وتفاهة التعميم» الأسبوع المقبل سأكمل مسلسل التفاهات.. انتظروني.