لديّ صديق يضايقني كثيرا. غالبا ما أشعر معه بالضيق والحسرة. أخلاقه عالية وتصرفاته حميدة، لكنه يغيظني بصرفه الكبير على مستلزمات تافهة. أحيانا أتمنى لو ولدت وفي فمي ملعقة من ذهب كما حدث له هو، لأصرف ببذخ كما يفعل، لكنني ولدت على حصيرة من سعف، وحدثت ولادتي في بيت متهالك على يد مولِّدة حيّنا البائس. ينفق صديقي وكأنه عثر على هذه الأموال في فضاء الأرض. أو كأن لديه شجرة يزرع فيها الأوراق النقدية. أنا لست شخصا حقودا أو حسودا. لكنني بشر، أتأثر، تتحرك مشاعري الدفينة بالحاجة والنقص المادي، وإذا ما استمرت صداقتي به فسيؤول أمري إلى مصحّة نفسية. هل لاحظتم كيف أننا مجتمع يهتم كثيرا بالمظاهر ويتظاهر بفجاجة بأنه (على سنقة عشرة). كلنا ذاك الرجل.. أو المرأة. نحب أن نظهر على أننا أثرى مما نحن عليه.