لديّ صديق يضايقني كثيرا. غالبا ما ﺃشعر معه بالضيق والحسرة. ﺃخلاقه عالية وتصرفاته حميدة، لكنه يغيظني بصر فه ا لكثير على مستلزمات تافهة. ﺃحيانا ﺃتمنى لو ولدت وفي فمي ملعقة من ذهﺐ كما حدث له هو، لأصرف ببذخ كما يفعل، لكنني ولدت على حصيرة من سعف، وحدثت ولادتي في بيت متهالك على يد الخالة حصة المولدة الشهيرة في حيّنا البائسينفق. صديقي وكأنه عثر على هذه الأموال في فضاء الأرض. ﺃو كأن لديه شجرة يزرع فيها الأوراق النقدية. ﺃنا لست شخصا حقودا ﺃو حسودا. لكنني بشر، ﺃتأثر، تتحرك مشاعري الدفينة بالحاجة والنقص المادي، وإذا ما استمرت صداقتي به فسيؤول ﺃمري إلى مصحّة نفسية ﺃ و ﺃ قر ب كوبري ﺃقفز منه لأتخلص من حياتي البائسة. هل لاحظتم كيف ﺃننا مجتمع يهتم كثير ا با لمظا هر ويتظاهر بفجاجة بأنه (على سنقة عشرة). كلنا ذاك الرجل.. ﺃو المرﺃة. نحﺐ ﺃن نظهر على ﺃننا ﺃثرى مما نحن عليه. إنه مرض خطير يستفحل بيننا لا بد له من تدخل وحل سريع.. وإلا فلن تتوقف حالات الانتحار التي نسمع عنها كل يوم.