جدة – رنا حكيم المصنع يعلن عن حاجته لتشغيل 40 فتاة خاضت ثلاث عشرة فتاة سعودية أول تجربة نسائية داخل مصنع لتجميع الشاحنات في جدة، منذ عام، لتبدع أناملهن الناعمة في تركيب أهم وأكثر الأجزاء حساسية وخطورة في شاحنات مرسيدس بنز، والتي تصنعها الشركة الوطنية لصناعة السيارات المحدودة إحدى شركات إبراهيم الجفالي وإخوانه، وتُركب تلك القطع في الجزء الأمامي لمقود الشاحنة والذي يضم الفرامل اليدوية ومقود القيادة «الدركسون», والجزء السفلي من فرامل الأرجل، فلم تكترث الفتيات للعادات الاجتماعية وعملن من خلف ستار يعزلهن عن العمال في المصنع. مساحة مخصصة وبحسب مدير المصنع فؤاد مشتاق معصوم فإن الفتيات يقمن بنسبة 5% من أعمال التركيب في الشاحنات، وذلك من خلال عملهن في قسمي المستودعات والتجميع, ففي قسم المستودعات تم تخصيص مساحة لهن معزولة بستار عن باقي أجزاء المصنع ليقمن بفرز قطع الشاحنات إذ تقوم ست منهن بفرز أكثر من أربعة عشر ألف قطعة يومياً بحسب أرقام القطع في صناديق خاصة, مشيراً إلى أن عملهن يتطلب كثيراً من التركيز إذ ينتج المصنع حوالى 23 نوعاً من الشاحنات المختلفة الحجم والوزن, وأوضح أن عملية فرز القطع في المستودعات تمثل المرحلة الأساسية للعمل إذ إن وضع قطعة في المكان الخطأ أو فقدانها سيؤدي لتوقف أعمال المصنع كاملاً وبطء أعمال خط الإنتاج, وكشف معصوم عن حاجة المصنع لتوظيف أربعين فتاة أخريات في أحد الأقسام التي تتطلب مهارة ودقة في التركيب مبيناً أن الدفعة الجديدة من الفتيات سيأخذن مكان العمال الأجانب وليس السعوديين. ابتعاث المتميزات وحول الخطط المستقبلية التي سيقوم بها المصنع أوضح أن المصنع سيقوم بتعليم الفتيات اللغة الإنجليزية وابتعاث المميزات منهن ليتدربن في مصنع مرسيدس الرئيسي في ألمانيا, وحول نسب السعودة في المصنع أشار إلى أنها تجاوزت ال 30% ويعمل في المصنع 80 سعودياً وسعودية من أصل 262 عاملاً, مؤكداً أن الفتيات أكثر التزاماً وجديةً من الشباب السعودي خصوصاً في الحضور مبكراً, بالإضافة للإنتاجية, إذ تقبل الفتيات السعوديات العمل ك «فترات إضافية» خلال فترات الطلبات والذروة فيما يرفض الشاب السعودي العمل خارج أوقات الدوام، وحول سلم الرواتب بيّن معصوم أنه موحد بين الفتيات والشباب في فترة واحدة للدوام من الساعة السابعة للثالثة إلا أن مرتبات الفتيات تزيد مرتباتهن عن الشباب بسبب بدل النقل حيث يتقاضى الشاب ثلاثمائة ريال كبدل للنقل فيما تتقاضى الفتاة 500 ريال إضافة للراتب الأساسي ثلاثة آلاف شهرياً بالإضافة للتأمين الطبي والتذاكر المجانية للسعوديين والأجانب على حدٍ سواء. مهارة ودقة وأضاف مدير القسم الفني رولف أولينجر أن ما تقوم به الفتيات السبع في قسم التجميع بتركيب أدق جزء في الشاحنة هو أمر في غاية الدقة والحساسية إذ يتطلب دقة وجودة بنسبة 100%, لأنها أجزاء متعلقة بأمن وحياة السائق، منها «الطارة» والفرامل السفلية, وبين أولينجر أن تركيب تلك القطعتين بالذات يتطلب مهارة ودقة عالية فشل كثير من الشباب في إتقانها وأبدعت الفتيات فيها, إذ إنها أجزاء حساسة تتطلب عناية فائقة لعلاقتهما بحياة السائقين في الطرق. تجربة مميزة فيما عبرت الفتيات عن سعادتهن في هذا العمل، وبيّن أنها تجربة جديدة ومميزة، وأوضحن أن أهم ما يميّز العمل في مصنع السيارات هو غرابة التجربة، مبينات أن متعتهن ستزيد لو سمح لهن بالقيادة في الطرقات، مشيرات إلى أنهن لا يقدن سيارات أو شاحنات لكنهن أحببن الإمساك بالمفكات والتركيب, مؤكدات أنهن لم يتوقعن مسبقاً أن يتوظفن في مصنع. وذكرت مشرفة القسم النسائي في المصنع فاطمة الشمري أن غالبية الفتيات يحضرن للمصنع قبل بدأ الدوام بأكثر من نصف ساعة لأنهن فعلاً أحببن العمل، ووجدن فيه راحة كبيرة, وحول ضغوطات العمل والمشقة التي يلاقينها, أوضحت الشمري أن إدارة المصنع لا تمنع الفتيات من الجلوس أو الراحة إذا ما شعرن بالإرهاق, مشيرة إلى أنه لم يسبق وأن تقدمت واحدة من الفتيات باستقالة، عدا واحدة منهن بسبب حملها.وبينت أن كثيراً من الفتيات العاملات يعن أسرهن من هذه الوظيفة. فتيات قسم المستودعات والفرز يتلقين تدريباً نظرياً قبل بدء العمل الأنامل الناعمة تبدع في تركيب قطع السيارات الحساسة فتاة تُركب أجزاء مقود شاحنة مرسيدس فتاتان في قسم المستودعات تقومان بفرز أجزاء الشاحنة ليقوم العمال بتركيبها