ماذا لو فشل اجتماع «جنيف2» المقرر عقده نهاية الشهر الجاري لوضع حد للصراع السوري؟ بدايةً، ينبغي القول إن كل المؤشرات ذاهبة نحو فشل الاجتماع، كون المجموعة العربية المعنيّة بالأزمة تصر على أنه لا مستقبل لبشار الأسد في سوريا الجديدة، وهي نفس القناعة لدى واشنطن ولكنها لم تعد تعبر عنها بذات الحدة، وإلا ما كان وزير خارجيتها جون كيري دعا الأسد من عمّان قبل يومين إلى «الالتزام بإحلال السلام في بلاده»، وهي دعوة معناها أنه لا مانع عند الولاياتالمتحدة من استمراره شريطة أن يضمن وقف العمل العسكري. وبما أنه لم يتغير شيء في الموقف الروسي، بل وتزامن هذا التصلب مع تنامي مخاوف القوى العالمية من سقوط سوريا ما بعد الأسد في قبضة المتطرفين والإرهابيين، فمن الممكن توقُّع أن لا يخرج «جنيف2»، المبني أصلاً على اتفاق لم يُنفَّذ وهو «جنيف1»، بحل، استنادا إلى أن غالبية الأطراف الدولية باتت متخوفة من مستقبل مجهول. ولكن ماذا بعد هذا الفشل المنتظر؟ يُتوقَّع أن يبدأ المجتمع الدولي في التعامل مع الصراع باعتباره حربا أهلية ينبغي أن تنتهي بأي طريقة لأن التكلفة باهظة إقليمياً ولأنه لا يمكن لأحد أن يتحملها، لا في العراق ولا في الأردن ولا في لبنان، الذي تفجرت بعض مناطقه بالفعل لهذا السبب. يكفي أن نعرف أن بلداً كالأردن، وضعيته الاقتصادية غير مثالية، استقبل حتى الآن ما يزيد على نصف مليون سوري في حين أن عدد سكانه حوالي 6.5 مليون نسمة. لا أحد من دول الجوار قادر على تحمل هذه التكلفة لا أمنيا ولا اقتصاديا ولا سياسيا، الكل يريد إنهاء الأزمة سريعاً مهما كان شكل الحل، وهو ما لن يكون مرضياً على الإطلاق لقوى الثورة – وخصوصا المسلَّح منها- التي لن ترضى بغير إسقاط النظام وسترفض ما دون ذلك حتى لو اجتمع عليه العالم. إذاً، قد يتسبب فشل اجتماع «جنيف2» في منح الصراع صفة المفتوح، وهنا ستصبح المنطقة بأسرها مهدَّدة وبانتظار أحد أمرين، حسم عسكري أو تغيير في المواقف الدولية، ولا يبدو أن هذا أو ذاك سيتحقق على المدى القريب، ما يفتح المستقبل على سيناريوهات كارثية.