رأى خبراء ومحللون أن إيران تمادت في اتباع سياسات عدائية تجاه دول الخليج العربي، وربطوا بين استمرار هذا النهج من عدمه ونتائج انتخابات الرئاسة الإيرانية المقبلة وإن لم يتوقعوا حدوث تغيير. جمال خاشقجي وتوقَّع الإعلامي، جمال خاشقجي، أن تتحكم نتيجة الانتخابات الرئاسية في إيران، والمقررة في يونيو المقبل، في طبيعة سياستها تجاه دول الخليج العربي خلال السنوات المقبلة. وقال خاشقجي، في حديثه ل «الشرق»، إن توجه الرئيس الإيراني الجديد سيحدد ما إذا كانت بلده ستستمر في انتهاج سياسات عدائية تجاه دول الجوار أم أنها ستطلق مبادرة لتعزيز العلاقات وتحسين صورتها الحالية، وإن استبعد أن يتوقف عمل طهران بهذا المنهج العدائي حتى بعد الانتخابات. واعتبر أنه من الطبيعي أن تنفي طهران تورطها في التدبير لعمليات تجسس على المملكة، وأضاف «طبيعي للغاية أن تنفي الحكومة الإيرانية تدبيرها عمليات تجسس في المملكة، لكن الأكيد لنا كسعوديين أن حكومة المملكة لن تُقدم على هكذا إعلان ما لم تتوافر لديها الأدلة الكافية»، واصفاً موقف إيران بعد إعلان «الداخلية» السعودية عن تفاصيل خلية التجسس ب «الانهزامي». وتطرق خاشقجي للتدخلات الإيرانية في عدة دول في المنطقة، وقال «الإيرانيون يقاتلون حالياً في سوريا وبلغت بهم الفجاجة أن يرسلوا ضباطاً وجنوداً إلى هناك ما يعد غاية التدخل في شأن دولة أخرى، وقبلها أرسلوا أسلحة إلى اليمن ووصلت أسلحتهم حتى إلى نيجيريا»، وربط بين تحسن علاقات إيران بدول المنطقة وتوقفها عن التدخلات في شؤون هذه الدول. ولفت إلى ضرورة أن «نبقى حذرين ومستعدين لمواجهة عمليات التجسس المقبلة، أما الداخل الإيراني فليس من شأننا تغييره»، لافتاً إلى عدم اختصاص مجلس الأمن الدولي بنظر قضايا التجسس. مفلح الرشيدي من جانبه، دعا نائب رئيس اللجنة الخارجية في مجلس الشورى، الدكتور مفلح الرشيدي، إلى تطبيق عقوبات صارمة على المنتمين لخلية التجسس، وأبدى أسفه لكون بعضهم سعوديين. ورأى الرشيدي أن إيران تمادت كثيراً في تعديها على دول الجوار بالمخالفة لمبادئ الدين ولقواعد القانون، وتابع «يتدخلون فيما لا يعنيهم، وهذا اعتداء لا تسمح به القوانين والأعراف الدولية، وينبغي أن تعرف إيران حدودها جيداً، فالمملكة لن تقف مكتوفة الأيدي جراء هذه التجاوزات». علي التواتي في سياقٍ متصل، حذر الخبير العسكري، الدكتور علي التواتي، من خطر الأقليات التي تدين لإيران بالولاء، وأرجع تدبير إيران عمليات التجسس وزرعها الخلايا الإرهابية إلى كونها دولة لها مطامع إقليمية، مذكِّراً باستيلائها على جزر في دول الخليج ورغبتها في الاستيلاء على المزيد من الأراضي العربية. وقال التواتي، في حديثه ل «الشرق»، إن الحصار الدولي جعل من إيران دولة تحاول أن تثير الزوابع في المنطقة لمحاولة فك الحصار وتنخرط في حرب في مواجهة الأغلبية السنية في المنطقة. ونبّه إلى ما سماه «توعية المواطنين بالحذر وعدم الإفصاح عن أي معلومات ذات خصوصية سواءً اقتصادية أو عسكرية أو حتى اجتماعية».