ليت المسؤولين في وزارة النقل يحملون حقائبهم الجلدية ذات الألوان الزاهية ويمتطون أقرب طائرة متجهة إلى إسطنبول ليشاهدوا بأم أعينهم ذلك البلد الذي ليست لديه موارد ولا ميزانيات وكيف أصبح بلدا حضاريا يغازل النهضة على قارعة الطرقات وكيف غدت شبكة أخطبوطية من المترو والخطوط الحديدية من الترام ووسائل النقل الحديثة التي تسير وتخترق العاصمة الجميلة بكل يسر وسهولة دون زحمة وماشابهها. ليس في قاموس الأتراك ما يدعو للزحمة في ظل وجود كل تلك المقومات الخدمية والتي نفتقرها. ما الذي يمنع وميزانية وزارة النقل فقط تساوي ميزانية تركيا بأسرها ولكن هناك العقل والتخطيط للنهضة العمرانية ونحن لدينا العقل والتخطيط للحفريات والتي مذ ولدنا ونحن نراها كالرقعة في الثوب البالي! نحن لا نريد مترو أنفاق ولا «ترام» ولا باصات مواصلات ولا وسائل نقل، فقط ما نريد زيارة مسؤولي وزارة النقل لتركيا برجاء عدم أخذ مهندس شوارع الرياض.