كنت وما زلت مؤمناً تماماً بالمقولة «مايخرج من القلب يصل إلى القلب» وقد يخالفني بعض الناس بحجة أن الإنسان قد يُخدع أحياناً إذا حكّم القلب والإحساس مقابل المنطق والعقل . كل التصور جائز فقط بناءً على ما تعتقد !! . فقد يخدع الإنسان عندما يكون شغوفاً بالبحث عن شعور معين هو محروم منه فيظل يبحث عنه لدى الناس فيسهل وقوعه بالوهم والخداع ، وقد يكون الأمر عكس ذلك تماماً فقد يصدق الإحساس في أحيان أخرى . ولكن يبقى التساؤل من يغلب من ؟ تشير أبحاث مجال القلب من جامعة هارفارد إلى أن للقلب مجالاً كهرو مغناطيسياَ يعادل 100 ضعف للمجال المغناطيسي الخاص بالعقل ، وكذلك وجدت د. كاندس بيرت مؤلفة كتاب «جزيئات العاطفة» أن كل خلية في الجسم والمخ تتبادلان الرسائل بواسطة أحماض أمينية قصيرة السلسلة كان يعتقد سابقاً أنها في المخ فقط لكن أثبتت وجودها في أعضاء أخرى مثل القلب و الأعضاء الحيوية. وأن الذاكرة لا تخزن فقط في المخ ولكن في خلايا أعضائنا الداخلية وعلى أسطح جلودنا. وقدم د. أندرو أرمور عام 1991 مفهوماً أن هناك عقلاً صغيراً في القلب وهو يتكون من شبكة من خلايا عصبية، ناقلات كيميائية، بروتينات، خلايا داعمة وهي تعمل باستقلالية عن خلايا المخ للتعلم والتذكر حتى الإحساس. ثم ترسل المعلومات إلى مراكز المخ المختصة بالإدراك واتخاذ القرار والقدرات الفكرية، مما ذهب بالعلماء في سلسلة أبحاث متقدمة إلى القول إن القلب جهاز يفكر مثله مثل العقل ، ولا يقتصر دوره على ضخ وتوزيع الدم عبر الدورة الدموية بل هو بالفعل سر الحياة وبتوقفه تتوقف كل حياة . وهذا مصداقاً لقوله تعالى في سورة الحج آية 46 (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) وكذلك سورة الأعراف آية 179 (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُون) . وهذا هو السر في القبول أو الاستحسان أو النفور أحياناً بين البشر وفي العلاقات الأنسانية بشكل عام .. تعلم كيف تفكر بقلبك وتنسجم مع عقلك وجسدك لتحقق مستوى معيناً من الصحة النفسية والبدنية، فسبحان الله أحسن الخالقين .