ديريك – الشرق الهيئة الكردية العليا تدير شؤون المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد شمالاً. تثير سيطرة مجموعات كردية مسلحة، تضم نساء مقاتلات، على مناطق في شمال سوريا مخاوف من أن يكون ذلك مؤشراً على رغبة هذه المجموعات في اتباع نموذج إقليم كردستان العراق وتفعيل حكم ذاتي في هذه المناطق الغنية بالنفط في إطار فيدرالي في مرحلة ما بعد نظام بشار الأسد. ورصدت «الشرق» خلال وجودها في مدينة ديريك في أقصى شمال سوريا، وهي منطقة ذات أغلبية كردية، خروج المدينة كلياً عن سيطرة النظام السوري منذ يوم 20 يوليو 2012 وحتى الآن، الحياة هنا طبيعية ولا يمكن التكهن بأنه غير بعيدٍ عن هنا تدور حربٌ منذ أكثر من عامين بين نظام بشار الأسد والمعارضة السورية. وتقع ديريك في المثلث الحدودي (السوري – العراقي – التركي)، وتمتد حدودها الإدارية من عين ديوار إلى جل أغا (الجوادية)، وتضم مناطق «عين ديوار، الزهيرية، كركى لكي (معبدة)، رميلان، خانا سرى (خان الجبل)، تل كوجر (اليعربية)، جل أغا (الجوادية)»، وهي تتبع محافظة الحسكة. وطيلة عقود، عانى الأكراد الساكنون في أقصى شمال شرقي سوريا من الاضطهاد والإهمال، وها هم الآن يتذوقون طعم الحرية، بعد أن أتيحت لهم فرصة نادرة ليحكموا مناطقهم، لم يتوانوا لحظة واحدة في اغتنامها. ومع تركيز نظام الأسد قواته في المدن الكبرى غرب البلاد وحولها، فإنك لا تشعر بوجود حقيقي للنظام إلا في مدينة واحدة فقط من مدن المنطقة الكردية في الشمال الشرقي. ورغم أنه وفي غالبية المدن السورية الأخرى التي سيطر عليها الثوار فشلت المعارضة السورية في توفير الحد الأدنى من الخدمات العامة، إلا أنه وفي المدينة الكردية ديريك استطاع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي أن ينظم نفسه بسرعة لافتة ويسيِّر الحياة بصفة طبيعية. وتعرضت المدينة في يناير الماضي إلى هجوم من «جبهة النصرة» وكتيبة «غرباء الشام» تصدت له وحدات «حماية الشعب الكردي»، ما أدى إلى مقتل أحد أعضاء «النصرة» وجرح اثنين آخرين. ووقعت الاشتباكات، حسب ما صرح ل»الشرق» أحد مقاتلي الحزب الكردي، بعد أن أقدم مقاتلو «النصرة» على قطع الطرق المؤدية بين قرية عليان ورميلان وخطف سيارة موظفين، ولكن سرعان ما قامت وحدات حماية الشعب الكردي بتطويق المنطقة. وأثار فرض مجموعات كردية مسلحة سيطرتها على مناطق في شمال سوريا مخاوف من أن يكون ذلك مؤشراً على رغبة هذه المجموعات في اتباع نموذج إقليم كردستان العراق وتفعيل حكم ذاتي في هذه المناطق الغنية بالنفط في إطار فيدرالي في مرحلة ما بعد الأسد. وفرض حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي سيطرته على المناطق ذات الغالبية الكردية في مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، وتعزيزاً لهذه السيطرة العسكرية شرعت «الهيئة الكردية العليا»، التي تدير شؤون المناطق التي خرجت عن القوات النظامية السورية، في الإمساك بزمام الصلاحيات التنفيذية والتشريعية والقضائية في المدينة. ويعدّ الأكراد القامشلي معقلهم في سوريا رغم أن المدينة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 200 ألف نسمة تتألف من خليط من الأكراد والعرب والسريان والأرمن والآراميين والكلدان والآشوريين وغيرهم من المكونات.
طالبات في مدارس بمناطق ذات أغلبية كردية
كرديتان ملثمتان تشاركان في وحدات الحماية العسكرية (الشرق)
الأكراد يديرون ديريك.. والحياة فيها طبيعية رغم الحرب (الشرق)
مسلحة كردية تشارك في مجموعات تؤدي دور السلطة التنفيذية بعد غيابها