بلمسة رائقة على الكيبورد تُشرق الشمس من تحت الأظافر، وينهمر الورد الأحمر في البساتين، وتزدهر حقول السُكر لضبط المزاج العالي؛ إنها الكلمات الناضجة حينما تُلقح العالم، وتُساهم مشكورة في استقرار سطح الجمجمة على جُودي العصر المستنير. بخربشة رجل دجاجة على ورق مسطر يمكن أن تكفهر الأرض، وأن تغور المياه وأن يتحرك سطح الجمجمة مذهولاً على فراغ عجز، وتكرار ممل منذ أربعين سنة. أيها المعتقون: لا تجعلونا نقف في كل مرة أمام متحف وبقايا سنبلة قمح جافة، وساعة (أبو صليب) لم تعد أرقامها الفسفورية تُقرأ لطول الخدمة. هذه حالة يحسن معها الغياب؛ لا القرب من لوحة مفاتيح، أو حتى قلم رصاص. بين الكيبورد ورجل الدجاجة فعل كتابة من المفترض أن تكون طازجة، وعليكم مراعاة فوارق التوقيت، وحساب المسافة بين زهو شاشة ملونة، وبين معروض أحمق على ورق مسطر في ملف علاقي. بشكل أوضح: على كل رفاق الحرف (المعتقين جداً) تحسس الوقت الذي تجاوزهم، وإجراء الكشف اللازم قبل كل كتابة، ومراجعة الطبيب عند الشعور بأعراض الزهايمر الفتاكة؛ هذا عصر الكهرباء وليس عصر الأتاريك، ولا فوانيس القاز! انصرفوا قبل أن تحل كارثة كتابية تشبه فضيحة في ميدان عام، ولا تنسوا إن بقيتم تناول المهدئات قبل الإمساك بأداة كتابة: قلم، كيبورد، جوال؛ كي لا يتبين في النهاية أنكم تمسكون وتكتبون برجل دجاجة مختلة!! تذكروا أن السادة القراء غير ملزمين بتفسير حماقة يقترفها كاتب؛ هذا ليس عصر التفاسير، و(كنت أقصد، ولم يكن قصدي). الكلمة حينما تخرج تصبح حاكمة ومهيمنة ولا يمكن إلغاؤها بتفسير متأخر. فلا تجعلونا أضحوكة.