أوضحت اختصاصية النطق والسمع في الروضة الأولى بالقطيف، ليلى حسن المعلم، أن كثيراً من أسر المعاقين سمعياً، لا يتواصلون مع الروضة للسؤال عن مستوى أبنائهم التعليمي، أو احتياجاتهم، وغالباً ما يكون سؤالهم عن مكافأة الطفل المصروفة له من الدولة، عند تأخرها يوماً أو يومين. وأشارت المعلم إلى الدراسة التي أجراها الدكتور صالح الطريقي خلال المشروع الوطني لأبحاث الإعاقة والتأهيل، حيث بينت أن الإعاقة تحتل المرتبة الرابعة بين الإعاقات في المملكة، كما أن نسب الإعاقة تتنوع بحسب مكان الإقامة، فتصل نسبتها في المناطق الحضرية إلى 9% و63% في المناطق الريفية، وتتصدر المنطقة الجنوبية بنسبة 31 إلى 40%، فيما تقل الإعاقة السمعية في المنطقة الشرقية ولا تتجاوز نسبة 7،70%. كما أشارت إلى دراسة أجراها الدكتور سراج زقزوق في عام 1990م، شملت الأطفال الرضع حتى 12 عاماً، تبين خلالها أن 7،7% منهم معاقون سمعياً. وذكرت المعلم أن المجتمع قد يتقبل الأطفال المعاقين سمعياً، ويتعايش معهم، ولكن بعض الأسر ترفض تقبل ذلك، وعلى سبيل المثال، يفضل بعضهم شراء سماعة تكبير صوت مخفية لطفله الأصم، كي لا يراها الناس، حيث تكون قريبة جداً من طبلة الأذن، وبالتالي تضر بها. كما تمارس بعض الأسر أساليب سيئة بحق الطفل، كأن يتم حبسه في المنزل، ومنعه من اللعب خوفاً من نظرة المجتمع. وبينت أن تلك المعاملة تؤثر على شخصية الطفل، فينتهي به المطاف إلى شخص انطوائي ومحبط يخجل من التحدث مع الآخرين، مشيرة إلى أن الأسرة قادرة أن تصنع من ابنها الأصم شخصاً قادراً على الابتكار من خلال تحفيزه. ونوهت المعلم إلى ضرورة تثقيف الأطفال الأصحاء، بطرق التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث إن أغلبهم يوجهون كلمات جارحة للطفل المعاق، ولا يلعبون معه، وضربت المعلم مثالاً على أحد الأطفال في الروضة، حيث يرتدي سماعة للصم، ويتعرض لكثير من الاستحقار من قبل أقرانه الأصحاء، وقد تعمدت والدته في يوم تخرجه، نزع السماعة من أذنه، ليتصور بقرب زملائه كطفل سليم، لترفع من معنوياته.